“عب الشايقية ” القاموس المخادع للدكتور الترابى فى مناهضة النعرات القبلية!


“عب الشايقية ” القاموس المخادع للدكتور الترابى فى مناهضة النعرات القبلية!

حاتم المدني نشر في سودانيزاونلاين يوم 02 – 09 – 2011

مهلا عزيزي القارئ, مع هذا الاحتقان السياسي والدرك الذي وصلنا اليه , تمهل ولا تهرع الى (جفير سكين ضراعك) ، (سفروقك )، سيفك ، (حربتك او كوكابك ) إن كنت تنتمى قبليا الى من أشرت في عنوان مقالي , أو ممن يبغض استخدام الكلمة لوضاعة مدلولها وتفاهة من يرددها إن كان متقصداً , مهما كان موقعه ودوافعه .
شاركت فى لقاء مع د.حسن الترابي نبهنا فى بدايته قائلا :”المجالس أمانات “!،وعندما إستفسرت ماذا يعني علمت أنه يقصد مصطلح الصحافيين “اوف ريكورد أي ليس للنشر”!. لايفوت على القارئ تذكرت ذلك بعد ترديد الترابي للنعوت التي سمعها في خلوته مع البشير، أيام صفاهم !
بالطبع مثل غيري استفزتنى النعوت العنصرية التى رددها الدكتور حسن عبدالله الترابي للمرة الثانية في مايدور بينه وبين الرئيس عمر البشير, من ضمنها نعوت عنصرية في سياقها العام للمعنى المعلوم لتلك الكلمات, خاصة لمن ليس لديه معرفة بمضمون معنى أخر لها عند استخدامها في وسط ثقافي اخر, وما ترمي اليه ،وهذا ليس دفاعا عن البشير وانما في الحقيقة ورودها من قبل د. حسن عبد الله الترابي أبرز لي أنه مثل غيره من المعلقين والقراء الذين ادلو بدلوهم في هذا الامر, قليل المعرفة بثقافة وتاريخ القبائل والمناطق التي يحاول الايحاء اليها، بإستخدام كلمات قد يراها البعض واضحة المعنى مشينة وهي ليست كذلك إلا عند إستخدامها من قبل من يتقصد معناها !، اما إستخدامها من قبل العامة بصورة عفوية فهي من جهل وترسبات ثقافية تتطلب التوعية والمحاربة ,وأشك كثيراٌ أن البشير رمى لذلك المعنى اوله دراية بمعناها الاخر ورمزيتها الحقيقية والله أعلم، وإختلافي مع الترابي هنا في طريقة ” القيل والقال ” للتصدي ومحاربة تلك الموروثات الثقافية العنصرية، و درءاٌ للفتنة اوضح ان هنالك إستخدامات رمزية معروفة بين قبائل تلك المناطق لها معاني غير ما ترمي له, وهي كثيرة لن اخوض بالتحديد في ما تفوه به ,لأنه قد يحيي ثقافات عنصرية نسعى ونتمنى اندثارها ، وللفائدة العامة للذين لايعرفون ثقافة بعض بطانات قبائل (الجعليين او الجاعلين) التي تنحو الى الاستعارة بالمدلول أكثر من الكلمة ،ساضرب المثال الذي إستخدمته في عنوان مقالي وحقيقة معناه لإرتباطه بالتناول.
مثال وصف “فلان” بانه “عب شايقية” وبالطبع هذا يثير امتعاض غير المدرك لمعنى الوصف وربما يعده نعت على شاكلة “جعلي – شايقي” او عرقي عنصري، لكن الحقيقة هو مدلول له عمق تاريخي مختلف إشتقته القبائل الشايقية في وصف من يخونون أهلهم وعشيرتهم, وأستخدمه أبناء عمومتهم الجعليين فيما بعد وكان ذلك خلال حملات الدفتردار الانتقامية التي كانت متجهة نحو ديار الجعليين للانتقام لمقتل اسماعيل باشا فتصدت لها القبائل الشايقية ودارت معاركهم البطولية المأثورة, وعندما عجز الاتراك عن هزيمتهم عرضوا على بعض بطاناتها الصلح مقابل إسترقاق محاربيها وضمهم لحملتهم في طريقهم للانتقام من الجعليين, بوعود بان يعتقوهم لاحقا بعد الحملة ويملكوهم ديارهم،فرفض اعيان قبائل الشايقية الاسترقاق،وارسلوا الى ابناء عمومتهم يصفون من انضموا للحملة بانهم أشخاص انتهازيين قبلوا لنفسهم الاسترقاق وهذا ليس من خصال القبيلة ان يكون منهم “عبيد شايقية” وفي مقولة اخرى انه بعد مجازر الجعليين وطردهم من مناطقهم شرقا ,اوفى الاتراك للجنود المسترقين بوعدهم وقاموا بعتقهم واعفائهم من الجندية وتمليك ديارالجعليين لمن حاربوا معهم فكان سكان المناطق التي شردت عند عودتهم لها بعد ثلاثين عاما بعد خروج الاتراك يتبرأون من انتهازيتهم وخصالهم بذلك النعت.
من المهم درء مثل هذه القضايا وعدم اسقاطها على الصراعات السياسية الراهنة فهى بمثابة اللعب بالنار فى مرحلة حساسة من تاريخنا ,وبصراحة يمكن باشعال عود ثقاب اثارة فتن قبلية قد تحول السودان كله الى رماد ,فسكان السودان عامة لايعرفون بعضهم البعض ولم يصلوا في أي وقت من الاوقات الى مرحلة الاسرة الواحدة وهو ما يسمى بالانصهار . اما حدود معرفتهم بتاريخ وثقافة وعادات وتقاليد الآخر بينهم, لاتتخطى منذ الازل, حدود ممالكهم القديمة وبطاناتهم القبلية والعرقية ,وللبعض لاتتخطى حدود أسرته الصغيرة , وهذا ليس بمستغرب او شاذ من واقع وتطور كل شعوب العالم , حيث تؤثر وتحجب المعرفة بالاخر والوصول الى موروثاته الثقافية والعادات والتقاليد المحلية من بؤرة لاخرى، وهي حقيقة لايتسع المجال هنا للتعمق فيها , ولم أجد سوى قلة فقط, في الفترات التي سبقت الاستقلال أفردت لها أبحاث لإعانة المهتمين بمعالجتها في المجتمع السوداني ، لكني لست هنا بصدد تحديد على من تقع مسؤلية توعيتهم أو إن شئت بصورة أدق متى نهتم بدراسات علمية عن واقعنا الاجتماعى والعودة الى جذور هويتنا , بدلا من رفع شعارات جوفاء عن مرحلة الجمهورية الثانية والنقاء العرقى بنسبة 98 فى المائة كما يقول صاحب الانتباهة, التى قطعا ستورثنا غفلة تقودنا الى الضياع الكامل .. هل نسينا الحصاد المر للمشروع الحضارى ؟

نعم ما حدث للسودانيين في ليبيا جريمة ووصمة عار

نعم ما حدث للسودانيين في ليبيا جريمة ووصمة عار
حاتم المدني نشر في سودانيات يوم 31 – 08 – 2011

مع إندلاع الثورة الليبية وحتى بعد خيار الثوار فيها منازلة نظامها بالسلاح لم تحسب الحكومة السودانية جيداٌ خطورة ما يجري او تعره ادنى إهتماما فقد كانت مرتعبة ومازالت من تمدد الثورات الشعبية نحوها بعد إنهيار دكتاتوريات مشابهة لنظامها القمعي الامني أما وزارة الخارجية فهي غارقة في الفوضى وفقدت سفاراتها اي إرتباط لها بالمجتمعات السودانية بالخارج بسبب تسيسها مع مجيئ الانقاذ ورفدها بفاقد تربوي غير مؤهل ولم تكن لها حسابات ومعادلات لحالات طوارئ للتصدي لمسؤلياتها الأساسية وهي سلامة مواطنيها ومصالحهم أينما كانوا بغض النظر عن وضعهم وتوجهاتهم ،ومثل ماحدث خلال الحرب العراقية الأولى عند إجتياح الكويت والثانية عند إجتياح بغداد دفع الثمن باهظا لسياساتها وتدخلاتها الخارجية المواطن السوداني المقيم في تلك الدول بجانب مواقفها الكثيرة المشينة نحوه مثل ما حدث خلال أحداث اللاجئين الذين تظاهروا في مصر التي لم نسمع بمحاسبة مرتكبيها او سعيها لمحاسبتهم بل بينات عن تواطؤها في تلك الاحداث، وما يحدث على الحدود المصرية الاسرائيلة من قتل للسودانيين بصورة تكررت كثيرا ،بل موقفها اتجاه ماحدث في ليبيا نفسها خلال أحداث منطقة الزاوية في وقت سابق وغيرها، فمؤسسات الدولة في حكومة البشير التى فشلت في التعامل مؤسسيا حتى في قضايا عدلية وجنائية رئيسها نفسه مطلوب القبض عليه بإتهامات ابادة من ضمنها إدعاءات عنصرية ، بكل أسف لاتفرق بين أوامر مستشاري (عصابات عصبيتها) الحاكمة السياسية الذين اصبحوا يديرونها فعليا ومسؤولية مؤسسات الدولة الأخلاقية والحقوقية إتجاه مواطنها وهذا ليس بمستغرب فنحن نتحدث عن دولة أبدينا رآينا فيها بصراحة من قبل أنها منهارة داخليا إداريا وسياسيا وقانونيا ومتخبطة خارجيا واتضح تماما بما لايدع مجالا للشك بعد فترة وجيزة انه تقودها قيادات منافع شخصية وعقائدية ومؤسسات شبابية إرتجالية وعقول خاوية متعصبة دينيا مزدرية لغيرها ضعيفة الوعي الوطني ،السياسي او حتى الانساني وهذا ليس حنقا وانما هو الواقع الذي إرتجينا من دون فائدة معالجته بالنصح في الماضي قبل الانهيار التام للدولة وتمزقها المتوقع.
ففي الوقت الذي هرعت فيه منذ اللحظات الاولى الدول الصديقة او المعادية لاي من طرفي الصراع في ليبيا الى نجدة مواطنها لأنه هو الاهم بالنسبة لها ومن اولويات مسؤلياتها اولا وأخيراً ، سواء من خلال التجهيز لعمليات إخلائهم وحتى عمليات إنزال عسكرية سرية إضطرارية لنجدتهم كما اقدمت عليه بعض الدول كان (المعينين بالمحسوبية) القابعين في وزارة الخارجية السودانية مشغولين في إستثمار القضية وإحراز مكاسب سياسية للتنظيم الديني العالمي او في سبيل صراعاتهم السياسية الداخلية لا كمؤسسة دولة سيادية ، وظلت تجلس على سرجين كعادتها دائما في أحرج اللحظات بين طمع وخوف وتجارة رخيصة في قضايا وطنية ومصيرية، فما علاقة تواجد حركة العدل والمساواة بليبيا بنصف مليون مواطن هنالك وحياتهم ومصالحهم كما اتحفتنا تصريحات السفارة هنالك؟! .
وقد تكشف هذا في وقت سابق وقتها من دون حياء بعد وقت قصير ضمن حفلة بزخ إحتفائية أعلنوا فيها نتائج مشروع إحصاء السودانيين في المهجر اعده احد مراكزهم لدراسات الهجرة بجهاز(المغربين) واقر فيه يومها نفس الامين العام له كرار التهامي ان هنالك 400,000 من السودانيين في ليبيا وتعد الجالية من أكبر الجاليات فيها وكان مدهشا ومقززا لنا بعدها بوقت قصير ان يحتفوا في الخرطوم وبوجود وزير الدولة بمجلس الوزراء ورئيس اللجنة الوزارية المشرفة علي عودة السودانيين من ليبيا أحمد كرمنو مهنئين بعضهم انهم تمكنوا من اجلاء 44 ألف شخص فقط من جملة من وصفهم بالمسجلين والراغبين في العودة الذين قال انه بلغ عددهم 45 ألف! كان هذا بعد ان وقع الفأس في الرأس ومناداة المستنجدين وتبرعات المنتفعين من دولارات الترحيل !! أي انهم محتفين باجلاء مايعادل عشرة في المئة فقط من تقديرات تعداد مواطنيهم هنالك وكانوا يعلمون تماما بعد أحداث الزاوية الشهيرة أن كثير من الليبيين لايفرقون بين الافارقة والسودانيين وببساطة كما حال العديد من الدول العربية التي تستشري بها العنصرية العرقية يبغضون السود بسبب سحنتهم وكمهاجرين كما أن العقيد الليبي اقدم على تجنيد الكثيرون منهم مستغلا وضعهم وحوجتهم بل وقسريا ليس لان لهم ولاء له وانما ببساطة وجدوا انفسهم في موقف لايملكون فيه وان اردوا قرارهم مجبرين غير مخيرين بين تسليمهم للموت على يد عسس الانقاذ او على يد جنده او معارضيه، وليس خافيا ان الحكومة لم تعترض في ذلك الوقت على ما اقدم عليه إن لم تكن قد شجعته بموقفها الممارئ والمداهن له ،كذلك كنا نتابع كيف كانت منهمكة في ارسال مناديبها سراً الى الدول الغربية عارضة بيع العقيد هو كذلك في سوق نخاستها مستفيدة من سمعتها الباهرة في خيانات العهود كما فعلت مع كارلوس وبن لادن وغيرهم ، وهذه المرة كان البيع على اساس ان لها “احصنة طروادة داخل النظام الليبي” !! وقد يندهش القارئ من هذه الاتهامات لكن هنالك حقائق لم يحين وقت تناولها، وهؤلاء ببساطة لا يضعون أدنى إعتبار لواجباتهم الاخلاقية اتجاه وطنهم و مواطنه وا سواء حتى من خلال حساباتهم الخاسرة دائما ، وقد كنا نتوقع على الاقل ان يصدر وقتها تحذير للقذافي بعدم الزج بمواطنها في صراعاته او الثوار بعدم التعرض لهم او أن تصدر بعد سيرك الدوحة عفو مؤقت او وقف لاطلاق النار لمواجهة هذه الطارئة ودعوتهم للوصول الى اماكن أمنة عبر الحدود المفتوحة حتى للذين اصلا لايأمنون الحكومة لكنهم أقدموا كالعادة الى جر مواطنهم ووطنهم الى تهلكة كما حدث في الجنوب ودارفور والعراق وتبني الارهاب وغيرها عبر تهليلات وتصريحات جوفاء غير مسؤولة وفتنة لايسعى لها شخص سوي دعك عن دولة ومسؤليين اتجاه ابناء جلدتهم ولم أكن أتوقع شخصيا من (برلمان الخج) وقتها ان يقدم على أكثر من مطالبات مخجلة بالمحاسبة على تلك التصريحات غير المسؤلة التي صدرت من الخارجية لكن بعضا منهم على الاقل برأوا زمتهم وأسمعوا صوتهم للعصابة الضالة الحاكمة فقد قالها واضحة وقتها رئيس كتلة المعارضة بالبرلمان اسماعيل فضل ان حديث الخارجية “اصطيادا في الماء العكر ويأتي في اطار المكايدة السياسية او تصفية حسابات الحكومة مع الحركات المسلحة التي عجزت عن اخضاعها عسكريا”وذهب الى أبعد من ذلك مذكرا لهم ان “الخارجية ستتحمل مسؤولية أية احداث او عنف يقع في مواجهة السودانيين وطالب ابناء دارفور لاتخاذ موقف واضح من التصريحات”.وللاسف الحركات المسلحة الدارفورية المشغولة بمأدبة الدوحة أسوأ الف مرة منهم.
الآن حان وقت تحمل هذه المسؤولية ومن واجبي ان اقول الحق فيها واضحا غير ملتبسٌ هنا بعد إطلاعي أمس على لقاء وزير الخارجية كرتي في بنغازي مع صحيفة الرآي العام المعنون ب!!(ليبيا فتحت)..وقوله: ما قدمناه لليبيين قطرة في محيط ما يجب ان نقوم به!! نعم بدون ادنى حياء؟! لكن الحقيقة أن ما قدمته حكومة كرتي لليبيين هو أرواح طاهرة بريئة من أبناء شعبنا ، وان عدد الذين سحلوا وعذبوا وقتلوا بدم بارد هنالك من المواطنيين السودانيين يعد بالاف ومازال الالاف تتكدس بهم منطقة الحدود مع تونس وكثيرون لم يتم حصرهم ومصيرهم اشارت لهم تقارير سابقة انهم كانوا يسجنونهم في كونتنرات شحن البضائع فى صحاريها في انتظار ابعادهم واكدته منظمات دولية مؤخرا وتتحمل حكومته المسؤولية التامة عن ارواحهم وضياع مستقبلهم وممتلكاتهم سواء بقهرهم مجبرين للتغرب عن ديارهم او ظنا من امير المجاهدين انه قد انتقم منهم مثلهم مثل أسرهم واهلهم الذين اهلكهم في اصقاع دارفور.
كذلك ان مصالح السودان الاستراتيجية كانت او القومية مع ليبيا تأتي اولوياتها بعد سلامة ومصالح مواطنيه وتنتزع لا تسرق وتستجدى فأن كانت الدولة السودانية تعلم ان القذافي كان طوال هذا الوقت خلف مشاكلها اليس من العار الان الاعتراف بان كل رحلات الخنوع والمساندة تلك كانت تتم مع علمها التام بهذه الحقائق ؟! ولايمكن قبول التبرير بأنها لم تكن تسعى لتستعدى نظام القذافي اذا كانت على علم وقتها انه مشارك في حرب ضدها فماذا كان سيضيرها غير خوفها على كراسي الحكم لا الوطن ومواطنه بل أشك ان يكون هنالك أي دارفوري الان تبقت به أدنى قناعة للبقاء ضمن دولة وصل به الحال الى ما هو فيه بها، اما محاولة الصاق تهمة فصل الجنوب بليبيا فهي نفس السذاجة التي طغت على عقول من أشباه كرتي عندما كانوا يهللون امريكا دنا عذابها لتجيش مليشياتهم ضد الجنوبيين فلم نسمع من كرتي وقتها ليبيا دنا عذابها عندما كان اميرهم فأي نقيض للشجاعة هذا؟
لقد تمزق هذا الوطن وسيشهد مزيد من التمزق بدفن الرؤوس في الرمال فهل من عاقل تبقى به؟.
*حاتم المدني
Hatim.Elmadani@Sudanair.org
نشر بتاريخ 31-08-2011

أمان محمد القذافي من طوفان الثورة فهل يعصم الجبل أبيه؟

أمان محمد القذافي من طوفان الثورة فهل يعصم الجبل أبيه؟
حاتم المدني نشر في الراكوبة يوم 23 – 08 – 2011


\”الثور إن وقع شحذوا سكاكينهم\”!.

محمد القذافي النجل الأكبر للعقيد الليبي معمر القذافي، رجل متواضع مهذب ومتدين غير متكلف بشوشُ ودود يترك في أيا من يلتقيه أنطباع حسنُ ، وهو أيضا شخصية مولعة بالرياضة لدرجة الإدمان يعزفَ عن الخوض في السياسة وما يختص شؤن اسرته ، أعجب به كثير من اصدقاء وزملاء التقوا به قبل أن يعلموا انه إبن العقيد وقد زاد إعجابهم به عندما علموا أمره.
التقيته في أواخر عام 99 في طريقه لمؤتمر اللجنة الاولمبية في ريودي جانيروا بالبرازيل عبر مطار غاتويك مع الاستاذ رئيس تحرير العرب الحالي محمد الهوني ابن حاج أحمد الصالحين الهوني رحمة الله عليه وكان وقتها المدير الاداري لمؤسسة العرب العالمية ،ورغم الحظر والمقاطعة الصارمة إتجاه المسؤلين الليبين بسبب قضية لوكيربي ولم تكن زيارة محمد القذافي رسمية ذلك اليوم تفهم مسؤلي الحكومة البريطانية وقتها وضعه وسمحوا باستضافته في صالة كبار الزوار الداخلية حتى موعد مغادرته ،وكانت أول ملاحظاتي منذ الوهلة الاولى التي التقيته هي إصطحابه لوالدته الكبيرة السن معه في رحلاته للخارج وكان ذلك قبل زواجه وعلمت مدى تبجيله لها وكذلك لاحظت أنه سريعا ما إنتقل حديثه معنا من العام الى القضايا الرياضية وفريقه الانجليزي المفضل ميدلسبراه وعندما أشار اليه الاستاذ محمد الهوني عن نية مؤسسة العرب إصدار صحيفة رياضية دولية عربية ابدى رأيه في ان تجارب خليجية وعربية كثيرة فشلت في تحقيق ذلك سابقا فاشار اليه محمد الهوني انه سيعهد لي بأمر ذلك التحدي ،في تلك اللحظة كنت على وشك ان اتركهم ليجد متسع من الوقت معهم فجأة بأريحية ترك الملتفين حوله وأنتحى بي بعيدا بصورة ودية دار فيها بيننا حوار حول تحدي انجاح تلك المطبوعة التي فاجاني بعهدتها مدير التحرير خاصة وان اهتماماتي بالرياضة قطعت وصالها عمدا قبل عشرات الاعوام منذ تلك اللحظة التي أهدرت فيها هدف محقق من (خط ستة) في أول واخر مباراة لي ضمن دوري الدرجة الاولى بالسودان بعد تسجيلي باسبوع مع فريق الدكة بمدينة بربر ضد خصمنا اللدود نادي الجلاء (عسى أن يكون قد نساها مشجعي الكورة من اهل تلك المدينة الطيبة بأهلها) ولا اهتم كثيرا للخائضين فيها الى اليوم.
لكنه لم ينسى ان يكرر لي رجائه أن أنقل تحاياه الى مدرب فريق ميدلسبراه الانجليزي وقتها براين روبسون الذي كان قد زاره في ليبيا قبلها بوقت قصير مع فريقه وان امده ببعض الصحف الرياضية والمجلات لباقي رحلته الطويلة .ووجدت نفسي في ما يختص( بالعرب الرياضي) كما يقول الليبين (مدبس فيها) من حيث لا ادري وقد قضيت بعدها اربعة وستين اسبوعا منذ ذلك اليوم مع عدد بسيط من الموظفين اجمع بين الاشراف عليها وتحريرها ليلاً وودوامي الاخر نهارا في الاصدارة الرئيسية اليومية حتى انني جلبت مضجع داخل مكتبي كي اغفوا فيه بضع ساعات حتى اتمكن من ان اجمع بين العملين رغم ان ادارة الصحيفة استاجرت لي شقة مجاورة لمبناها حتى إعتلت صحتى من الارهاق ولكني كسبت التحدي او الرهان على شخصي في نهاية الامر فقد وجدت الاصدارة نجاح منقطع النظير ووصلت مبيعاتها لارقام فلكية (البركة في أنا كرونكوفا!) خاصة في دول المغرب العربي قبل قرار نقلها بعد توقف المطبعة الرئيسية وتعيين هيئة موظفين كاملة لها كمؤسسة ناجحة تدار من العاصمة التونسية، ولم اسمع عنه حتى اتصال من صحفي الصنداى تايمز تم غرين وهو من الذين يتابعون الشأن الليبي حوله يسألني ان كان لي صورة حديثة له فعلمت منه ان هنالك خبر حول انه كان يتجول في الهايدبارك بالقرب من فندق نزل به وصادف ركن نقاش بها ونسب له تداخل فيه فاراد الصحفي الزج به في الموضوع فاخبرته ان ذلك مستحيل فالرجل معلوم عنه نادرا ما يخوض في السياسة واشرت الى انه ليس لديه صورة تثبت الوقعة وإلا لما طلبها مني فاندهش الصحفي من دفاعي عنه واخبرني انه كان يريد ان يسمع رآيا محايدا عنه مني وقد صدق حدثي الأني عند مراجعته للامر .
وعندما تناقلت الأخبار في وقت متأخر ليلة الامس بث الاتصال الهاتفي الحي لمحمد القذافي مع قناة الجزيرة وفيه ذكر ان هناك مجموعة من الأشخاص تحاصر المنزل الذي يوجد به هو ووالدته وأطفاله ثم سماع اطلاق النار وانقطاع الاتصال الهاتفي إتصل بي متابعون هلعين يحاولون معرفة مصيره وقد كانت لحظات أظهرت لي أن العديد من الزملاء حتى اؤلئك الذين لم يعرفوا الرجل سوى ما استشفوه عبر ملاحظات عابرة حول شخصيته مثلي انهم كانوا كذلك تماما مشفقين على سلامته ومعجبين بالهدؤ والتماسك الذي ابداه في تلك اللحظات الاخيرة ولم يكن هنالك طريقة أنية لتقصي مصيره سوى من المراسلين الصحفيين في طرابلس وتأكيدات سريعة بسلامته رغم تناقض الاخبار هذه اللحظة حول فراره من المتحدثين باسم المجلس الثوري الذين كانوا متفقين أنه لاعلاقة له وما يدور من احداث وهو الوحيد غير المطلوب من قبل المحكمة الجنائية ويكن له حتى الثوار الليبين احترام من بين اسرة القذافي الدموية واتمنى ان يوفوا بالوعود التي قطعوها بحقن الدماء بين مواطنيهم وكذلك الوعود بسلامة المواطنيين الاجانب بليبيا والعالم جميعه يريد ان يرى انتقال سلمي وحقن للدماء وان تاخذ العدالة مجراها حتى يأسسوا ويثنوا مبدأ لاهروب من المحاسبة من البدء .
وكنت أتابع من عن قرب طوال الشهور الماضية تطورات الوضع الليبي وكان لدي قناعة مثل كثيرون أنه اذا لم يتدخل المجتمع الدولي بعد تصريحات العقيد بعنجهية بالويل والثبور لمن ثاروا ضد ظلمه في بعض المدن انه حتما سيرتكب مجازر بشعة لامحالة ضد المواطنيين العزل فيها وقتها ، وقد اوعز بالفعل لقواته التنكيل بهم وإبادتهم في خطابه الشهير وتبعه على نفس المنوال إبنه الاخر سيف القذافي واصبحت مسألة تسابق مع الوقت لإنقاذ المواطن الليبي في تلك المدن من موت محقق خاصة وانه معروف عنه لايتوانى في أن يفعل ما يقول ،وحملت قواته سريعا في نفس الاسبوع الى إعدام العشرات لكنها كانت فرصة كذلك لوضع حد لظلمه وتحدي حقيقي لمن كانوا حتى تلك اللحظات مترددين بين حسابات المصالح الاقتصادية ومن المخاوف التي ذكرها العقيد الليبي حول إستعداد الاسلاميين الليبين واتخاذهم لها كسانحة خاصة وانهم بعد الثورة التونسية تدفقوا اليها من مخابئهم من هضاب الجزائر باعداد كبيرة في نفس الوقت الذي ظلوا يوهمون فيه العقيد ان الثورة الشعبية في وجهه بايعاز من الدول الغربية الصليبية، لكنها كلها كانت كما حساباته الخاطئة يعتمد فيها ان يساوم الغرب الوضع الانساني وحقوق الانسان مقابل اي زرائع، فاستغلال فزاعة الإرهاب للتأثير في الرأي العام الغربي اصبحت تستخدمها حتى المنظمات الارهابية ، وشجعه على ترديدها التردد الامريكي والايطالي على الرغم من ذلك عزمت بريطانيا على أن لاتتخلى عن مسؤلياتها الاخلاقية في تلك اللحظات رغم الخسائر الاقتصادية الضخمة ومشاكلها المالية ووجود معظم قواتها في افغانستان ونجحت في اقناع الاتحاد الاوروبي وخاصة فرنسا رغم رهانات العقيد في اللوبي المالي الذي كان يموله في أمريكا واوروبا .
حاتم المدني*

آه ياوطن

آه ياوطن
حاتم المدني نشر في سودانيزاونلاين يوم 07 – 07 – 2011

Physical map of Sudan.

“الخريطة جميلة و شكلها الهندسي جذاب” هذا كل ما جادت به قريحة مدير المساحة لدولة كان إسمها السودان في إشارة الى خريطة الوطن المبتورة ضمن مأتم تتوسطه يافطة دعائية كتب عليها “السودان أرض الفرص يوليو2011” موجهة على ما يبدوا الى مستثمر قادم لا يعلم بأصله او فصله الشعب السوداني حتى لحظة قادمة من عينة (من اين ما أتى هؤلاء) وبحضور شرفي لاعلان المنتج الجديد يتقدمه دكتور وعد يوما انه سيبخل حتى ولو ب “حقنة” على المواطن الجنوبي!!، يحدث هذا قبل أن تعلن الدولة الوليدة رسميا استقلالها او تعتمد خرطتها ، والمباحثات حول حدودها جارية في دولة أخرى مجاورة في نفس الوقت، بل واعلنت رغم انفهم انها لن تؤخر ليوم واحد اخر موعد استقلالها لكن وجد جمعهم الوقت والتوقيت ليس فقط ليبادروا بقضية تصرف الانظار عن ما اغترفوه في حق هذا الوطن بل وقد رسموا واعدوا مسبقا للمناسبة كتيبا يحوي معلومات حول ما تبقى منه يفتقد تماما ايتها مصداقية او احصائيات موثقة حتى يخيل للمرء أنهم الدولة الجديدة التي تبحث عن من يعترف بها!.
وقد يكون ذلك في حد نفسه غير مهم بقدر أعتاب المرحلة التي يقف الوطن على حافتها هذه اللحظات وقاده اليها رغم ابائه وتاريخه العريق أشخاص غير مؤهلين قياديا او سياسيا وليس لهم سند من ناخب سوى انتمائهم التنظيمي والديني ،و لا اشك ابدا ان قبعوا على سدة حكمه عامين اخرين ان يجدوا امتار يضرعونها او ان تكون هنالك خرطة له يعرضونها!!،
ولكن من يهمه شأن هذا الوطن؟ وسيذهب بعد غدا نفس من اوصله لهذا الحال باسم وطن لم ينتخبه صاغرا ينكس في ارض جنوبه علم سيادته بل اتحفنا اكثر بمزيد من الاذلال عندما قرر ان يذهب ممثلا ليس لوطننا بل رئيسا لوفد الايقاد تلك الدول التي اعلنت مؤخرا بزهو ان ثلث اقتصادياتها اليوم تأتي من ثروات جنوب السودان ، (184.6 مليون فقط عائدات اوغندا منه للعام 2009 و 157.7 مليون لنفس العام منه اعلنتها كينيا) بل ان دول الايقاد ستخسر 34% من مداخيلها السنوية اذا لم ينفصل الجنوب وخط انابيب البترول ومرتجعها القليل الذي جاد به الجنوب على الشمال رغم التعتيم بدأ العمل فيه ليربط بخطوط لاكتشافات جديدة في اوغندا ليمر عبر كينيا !! وماذا يضير (هبنقة) الم يجلس في رحلة إثبات شجاعته ضد الجنائية الى مصر تحت خارطة سيادية اضيف اليها جزء من وطنه في حضرة الطاغية المخلوع حسني مبارك!! بل غالبية الشعب السوداني لاتعرف حتى الان ان اكتشافات الغاز بحلايب والمعادن اضعاف من تكنزه الاراضي المصرية من ثروات؟!
ان ما يدهشني حقيقة يوما بعد يوم ما تتفتق به قريحة سدنته من خلال اختلاق قضايا انصرافية تلك التي تفتعلها بتخطيط وتكيد لها بنهم كما يحدث دائما، مثال قصص الكلاب الضالة والتلفونات المتفجرة لإلهاء العامة في فترة الانتخابات عن “الخج”، او التربص بالصحفيين وضحاياهم مؤخرا من الاطفال المشردين وحكايات الوزير الزير وصفقاته الان لإلهاء العامة عن حدث جلل كهذا و لا اجد لها مقارن ولا مبرر مشابه لها سوى اللامبالة والتناقض وضعف التفاعل مع حدث مأساوي كبير مثل انشطار الوطن التي يبديها المثقف السوداني الان والوقوع في براثن مخططهم كما فعلوا في فترة جعل الوحدة جاذبة وتركها للآلة الاعلامية المشكوك في نياتها وصدقها! بدلا عن نفض ايديهم عن هذه الخيانة الوطنية وتحميلهم مسؤليتها ووعدهم حقا بمحاسبتهم عليها والدعوة دوليا الى ممثلين حقيقين لهذا الشعب يتابعون ما يدار ويصدق عليه بإسمه، بل الاسخف مايفعله البعض الان من غير ابواغهم وهتيفتهم في مجاراتهم في بث النعرات العنصرية والتهديدات المبطنة و تأجيج الكراهية بين مكوناته الباقية خاصة ضد الشماليين ودفعهم تلقائيا للخوف من المستقبل المجهول والاحتماء بمن صوروا له انفسهم بحماة العرق العربي والاسلام وغيرها من الادعاءات التي تنطلي على البسطاء وهو مايبتغونه لاقامة حلم دولة الفساد والمحسوبية وللاسف تقوم نيابة عنهم به كذلك الحركات المسلحة المطلبية التي هي كذلك تلقائيا بتبني ذلك واستخدام الدعاية العنصرية المضادة ستجد نفسها قد ابتعدت عن قضايا السودان الجوهرية وتحولت الى حركات مطالب تحريرية منطقياً مستقبلا،وستعرضه وثرواته لمزيد من النهب وانسانه للفاقة والعوز، ولن يكون هنالك سودان جديد بل عدد لايحصى من الاقاليم المتمزقة منه ، وقد كررت ذلك عن إيمان منذ توقيع نيفاشا ان مقاصدها ومطالب الجنوبيين العادلة من ديمقراطية ومساواة وحريات ثابتة ومحمية ، متناقضة تماما ونصوصها فهذه حقوق اساسية لم تكن لتحتاج الى اتفاقية بل قبول واعتراف بها وعزم لاستئصال من يقفون ضد حقوق المواطنة وانسانه وحرياته الاساسية المكفولة ومساواته، لكنا كنا على قناعة كذلك انه لم ولن تسعى لها الحركة الشعبية التي لم تخفي نياتها الانفصالية وانها وجدت ضالتها في حكومة تشاركها نزعة المطامع والاجندة ودول جوار وشركات عالمية مشبوهة جل ما تتمناه لاقتصادها ومداخيلها انفصاله وثرواته لا نيل حقوق اومطالب في سودان جديد او غيره وعندما قبلت الانقاذ استبعاد الشعب السوداني بأنانية وإذراء من المفاوضات وقبول الحركة لذلك كان واضحا ان الطرفين قد اتفقا على اقتسام ما تبقى من الوطن وثرواته الزائلة وليس هنالك اي طرف في الاتفاقية يهمه انتزاع الحقوق التي نادت بها! .
وساكون مناقضا لنفسي ان اصف خيار الجنوبيين لاحقا انه كان صائبا وليس آنانياً ولكن اي خيار قدم لهم؟واي حقوق جنوها بعد الاتفاق؟في برلمان المسدسات والتكفير والى متى كان عليهم ان يبقوا في هذه الدوامة على أمل أن يأتي يوما يعيشون فيه احرارا متساوين في الحقوق والواجبات غير مقهورين او مشردين في وطن يسمونه وطنهم؟؟ والى متى حتى ما تبقى من الشعب السوداني في دارفور او في شماله او شرقه سيظل مطأطأ الراس خانعا لهم ؟ لجمهورية ثالثة من التلاعب بقراره ومصيره وسرقة ثرواته؟ .
والان بقدر المخاطر والمصاعب التي تحدق بدولة الجنوب الوليدة فانسانه على الاقل من دون سائر شعوب السودان قد انعتق من دائرة برمودا الهمجية التي تتلاطم وتتخبط بالمتناقضات العقائدية والطائفية والعرقية والمصالح الشخصية والفساد ولا قاع سقوط محدد لها حتى تصل الى مرحلة دولة طالبان العصور الوسطى وخرابات الصومال التي نزح كل اهلها منها،وأي محاولة لصرف الانظار عن مصير السودان القاتم الذي وصله والذي ينتظره بدفن الرؤس في الرمال والهروب دروشة عن قضاياه المصيرية ومصالحه الحقيقية وانتزاع حقوق بسطائه ببث الاحلام الوردية الاقتصادية والتلاعب الساذج بأن فروقاته العرقية والدينية ستقل بعد الانفصال هو مواصلة باصرار وترصد بنفس العقلية الهمجية لوضع نهاية له . .
طبيعيا إسقاط الإنقاذ وخضوع أفرادها للمحاسبة مهما كلف الامر ومحاكمة شرذمتها من المنتفعين خيار يجب ان يكون أساسي لاتوفيقية فيه ولا عفا الله عما سلف تنطبق عليه ،إذا كان هنالك أي أمل لإنقاذ ماتبقى من السودان وهذا الخيار لن يكون سهلا،فالانقاذ اليوم هي عصابة منتفعة صغيرة مسيطرة على مليشيا مسلحة عنيفة ودموية جندت لها كل متطرف و خارج عن القانون تفتقد أي نازع وطني او اخلاقي وتستمد وجودها من بث النعرات العرقية والتخويف والتكفير الديني و مداعبة القبلية العنصرية النتنة ولن تتوانى عن دفع السودان الى مهاوي سحيقة أسوأ، وقد نجحت مستخدمة اموال الشعب في تجنيد عصابات من المرتزقة والجواسيس وبثهم لإختراق المكونات التي يهمها أمر الوطن وشعبه الفاعلة في داخل السودان وحتى بين من شردتهم خارجه بل وتعدت ذلك الى إستخدام اجانب من المنظمات الدينية والمكونات التي ارتبطت بها في الماضي و من ضعاف النفوس والمرتزقة المنتفعين ليؤدوا ادوارها القذرة ويصبحوا بصاصين لها ومساعدتها في اشاعة عدم الثقة والشكوك بين الوطنيين لإطالة عمرها وعمر مفسديها وقد أثبتت مرارا وتكرارا انها لاتبدي ضعفا او تمد يدها صلحا متلاعبة بالعواطف والاخلاق السودانية المتوارثة الا خبثاٌ لوقت آني حسب مصالحها في زنقاتها ولا مصالح للوطن فيها وليس من الحكمة بعد اليوم تصديق اياً مما يروجون له .
لهذه الاسباب الح انه أكثر من اي وقتا مضى في تاريخ السودان قبل ان يضيع جيل اخر وما تبقى منه يتوجب أن نجرد هذه العصابة من إرتباطاتها العرقية والدينية التي تحتمي بها لتسبط قطاع واسع من الشعب في شماله ومواجهتها بحسم لا مجال فيه للمهادنة او اتفاقيات صلح اخرى ومصالحة، من غير ذلك سيكون هنالك دول سودان المليشيات المتطرفة (ارض فرص شركات المفسدين وحامية الارهابيين والمتطرفيين والخارجين عن القانون الدوليين بعد 9يوليو2011).
*حاتم المدني

هييع.. سفارة لندن 1.6 مليون جنيه استرليني غرامات مرورية

هييع.. سفارة لندن 1.6 مليون جنيه استرليني غرامات مرورية
حاتم المدني نشر في يوم 06 – 06 – 2011

Hatim.Elmadani@Sudanair.org
ما أكثر القوائم المشينة التي يتربع إسم السودان بجدارة صدارتها،وما أكثر تلك الحميدة التي تتنافس الدول صدارتها والسودان يملأ القلب حسرة توهطه متذيلا قوائمها، هذه المرة حطت من أسمه وزجت به في معترك تجهل مضمونه سفارتنا بلندن وربما اجد لها عذرا اقبح من مسار السخرية حول عقلية بعض ممن ابتلينا بهم، فقد حظيت بالموقع السابع وتصدرت القائمة دول كالولايات المتحدة واليابان وروسيا ،ضمن الدول التي تهربت او رفضت دفع رسوم الاذدحام المرورية لاستخدام طرق وسط لندن التي اعتمدت منذ عام 2003 لفك اختناق حركة المرور بوسط العاصمة البريطانية ومحاربة التلوث البيئ الذي يسببه دخان عوادم العربات واشادت بها كل المؤسسات البيئية كمشاركة من المدينة اتجاه واجباتها نحو الكارثة المناخية المحدقة بالكرة الارضية بسبب اتساع ثقب الاوزون،وهي حوالي عشرة جنيهات استرلينية لليوم وتسجلها تلقائيا كاميرات مراقبة تقرأ ارقام السيارات بمجرد استخدام العربة للطرق وسط العاصمة،وفي حالة عدم الدفع للرسوم المرورية تتراكم كمخالفات مع غرامات اعلى ، وقد تعللت معظم سفارات هذه الدول بقوانيين جينيف حول وضعية البعثات الدبلوماسية رغم انها في نهاية الامر قضية بيئية صرفة والعديد من سفارات الدول فطنت لمضمون معتركها واستجابت للمشاركة ما عدا تلك التي اصلا لها مواقف واضحة ومصالح اقتصاديات صناعاتها الثقيلة تتضارب مع القضايا البيئية ،والشيئ المشين ان معظم هذه السفارات من ضمنها سفارتنا بلندن تقع في وسط العاصمة ولاتبتعد عن المؤسسات الحكومية التي تتعامل معها سوى امتار قليلة لايحتاج اي عاقل يعمل بها لعربة رباعية الدفع او حتى عجلة \”بسكيلته\” لقطعها ،وقد ضرب رئيس الوزراء البريطاني مثلا بنفسه ووزرائه بالتخلص من سياراتهم واستخدام \”البسكيلتات\” في انجاز عملهم كل يوم بين مرافق الدولة في نفس المنطقة، مقللين الانفاق على مؤسساتهم ومشاركين فعلا لاقولا في المساهمة في القضايا البيئية التي حسب مؤتمر المناخ الاخير سيدفع ثمنا فادح لها دول من ضمنها وطننا اكثر من اوروبا من حيث كوارث التصحر والجفاف او الفيضانات المتوقعة وغيرها نتيجة للارتفاع الحراري للكرة الارضية ،لكن يبدوا ان سفارتنا وموظفيها مثل حكومتهم يعاندون محبة في العناد لأ اكثر، فموقع السفارة المتفرد بوسط العاصمة البريطانية يجردهم عن اي سبب وجيه واحد لاستخدام سيارة لقطع امتار هنالك دعك عن تكلفة وقود وتأمينات ومرتبات سائقين وصيانة وغيرها سوى انها كسل موظفين واضح او كما يقول بسطاؤنا يتبخترون في \”فنطظة في الفارغة\” ممتطين عربات فارهة في تحدي لقوانيين شوارع دولة تدفع لهم اعانات من ضرائب مواطني نفس المدينة لإطعام او إنقاذ ضحايا كوارثهم البيئية والمناخية والمدهش ان تصل غراماتهم المرورية 1.6مليون جنيه استرليني ، وحتى ان تمنعت عن دفعها السفارة عنادا ستظل وصمة سخرية وعدم مراعاة او مسؤلية في صدر نياشين السودان الذي ترقى بكثرتها الى مشير مشار اليه في كل أمر مشين كمثال بفضلهم.
ورغم ان وجود اسم السودان هو الذي يحير في معترك تلك القائمة التي تتصدرها سفارة الولايات المتحدة الامريكية التي وصلت غراماتها غير المدفوعة الى5.29 £ مليون جنيه استرليني وتبعتها روسيا 4.41 £مليون الا ان لكل من ورد بها ومعظمها الدول الكبرى مواقف معاندة بسبب مصالح قومية استراتيجية معروفة حول قضايا التلوث البيئ لان معظم اقتصاديات تلك الدول الصناعية من المساهمين والمتسببين الرئيسيين في بث الغازات المدمرة التى ادت الى توسع ثقب الاوزون وتهدد مستقبل الحياة على الكرة الارضية وكنتيجة مباشرة لسياساتها المناخية تدفع دول مثال جنوب الصحراء الكبرى ومنها السودان ثمن باهظ من تصحر وفيضانات وتحولات مناخية مفاجئة ،وعلى تمام الدراية ان غايات هذه الخطوات التي ابتدرتها لندن بجانب الاحساس بالمسؤلية بين الافراد هي في النهاية ان تدفع هذه الدول في المستقبل تعويضات للمتضررين من سياساتها اتجاه البيئة وهو سبب ممانعتها وليس فاتورة لاتعني كثير لها ولن يكون للسودان جزء من المتلقين لهذه التعويضات لمواقف مثل موقف سفارتنا التي تجلس في مسطبة الفريق الخصم معجبة بمن يشاركها المقصورة عن جهل كما المشجع الساذج.
وقد اختار عمدة لندن بوريس جونسون والاعلام البريطاني المهتم بالقضايا المناخية والبيئية زيارة الرئيس الامريكي للمدينة مؤخرا للفت نظره لقضايا البيئة التي تتهرب منها ادارته حيث عرضت وسائله على واجهات صفحاتها ونشراتها في يوم الزيارة بشكل محرج سيارة الرئيس الامريكي الليموزين\”الوحش\” وكم تصرف من الغاز ومشاركة هذه السيارة فقط في التلوث البيئي بدقة وارقام تحسد فيها هدؤ وفطنة الاعلام البريطاني واختيار توقيت معركته ادخلت الرئيس اوباما وقائمة المتهربين من تلك الرسوم في \”ضفورهم\” ، وفجأة اكتشفوا ان \”القصة ما قصة قوانيين جينيف ووضع البعثات الدبلوماسية!\”، وانما قصة بيئة وتلوث وكسل دبلوماسيين ووجاهة في الفارغة ان لم يكن اهمية سياسات تهم مستقبل الارض التي يشاركون غيرهم العيش فيها.
لكن غباء منطق موظفي سفارتنا يبدوا كذلك يشاركهم فيه \”كاوبوي\”من موظفي السفارة الامريكية فعندما صرح عمدة مدينة لندن الشهير بردوده الساخرة اللاذعة إنه \”ناقش مع الرئيس أوباما خلال زيارته رفض السفارة الاميركية دفع قيمة رسوم الإزدحام المفروضة على سياراتها\”، انبرى له احد موظفيها بسذاجة لاتملك امامها سوى الامتعاض محاولا لخبطة الكيمان وقلب الموضوع بطريقة ناس \”هييع\”..من عينة\”لكن اسرائيل.. ما لكن\” على الطريقة الامريكية \”انجليكان-كاثوليك\” متسائلا \”لماذا لم يدفع بابا الفاتيكان بنديكتوس خلال زيارته للمدينة تلك الرسوم\”؟! ، فأتاه ردا قد يحتاج الى مرؤسيه في ادارة اوباما لشرحه وربما يحتاج اكثر من \”درس عصر لسفارتنا\” واة حاسبة لفهمه، وكان بمثابة نكتة الموسم للاعلام عندما اجابه جونسون: \”إن شوارعنا لم تكن مغلقة خلال زيارة الرئيس أوباما، ولذلك سيدفع موكبه رسوم الإزدحام ومن بينها سيارة الوحش، وعلى النقيض من بابا الفاتيكان بنديكتوس السادس عشر والذي لم نطالبه بتسديد رسوم الإزدحام حين زار لندن مؤخراً لأن جميع الطرق كانت مغلقة\”!.
لن اقترح لسفارتنا اللندنية استخدام البسكليتات مرعاة لجلاليبهم الناصعة البياض او استجلاب حمير لمشاويرهم فذلك سيكون من الصعوبة بقدر صعوبة إقناع موطننا البسيط ان الجالوص الذي استخدمناه في البناء على مر العقود كان مساهم رئيسي في الاحتباس الحراري وقضايا المناخ!، فقط ادعوهم عدم الزج باسم السودان مثل قياداتهم في معتركات يجهلون كوعهم من بوعهم فيها.
*حاتم المدني

ضد الهمباته ياشعبي

ضد الهمباته ياشعبي
حاتم المدني نشر في يوم 31 – 01 – 2011

حتى وإن خرج شخص واحد الى الشارع كاسرا حاجز الخوف والارهاب الذي أشاعته هذه الطغمة بين أهلنا وحول العالم فهو إنتصار ..وسيهب الشعب اليوم ..غدا ..او بعد غدا حتى النصر وسيعرف الهمباتة معنى الارهاب الذي أشاعوه، وسيفكرون كثيرا مرة أخرى قبل اذدراء هذا الشعب الأبي حتى وأن حولوا هذا الوطن السمح الى سجن عريض لن يجديهم ولن يهنأ السجان فيه بأمن.
لقد إنكسر حاجز الخوف والأن الشعب السوداني لم يعد يخاف دولتهم البوليسية وعصاباتهم الإرهابية وهو يواجه على عكس مصر وتونس مجرمون
وقتلة حقيقيون وعصابات متمرسة في السحل وقتل العزل باعتراف المجتمع الدولي وهؤلاء لن تسعهم ملاجئي الصومال والسعودية ويعلمون تماما انه
القصاص الناجز أتي لا محالة، لقد أفسدوا في الارض بكل ماتحمله الكلمة من معنى،أشاعوا النهب والقتل والتجسس وازلال النساء والبسطاء بكل
عنجهية وصلف وغرور ، يوما تلو الاخر ظلوا يسبون ويحبطون ابناء هذا الوطن الشرفاء ويدسون بالوقيعة والفتن بينهم لم يراعوا حرمة او تقاليد،
كبلوا مواطنه البسيط بجبايات فاقت عهد الاتراك وسرقوا دخل الدولة ليغدقوه على مليشياتهم وعصاباتهم وشاهق الترف والعمران لمحسوبيهم و ليعلموا الان ان هذه الاحتجاجات ليست مستوحاة من أحداث مصر تونس او غيرها انها لأحمد وحاج أحمد وكل البؤساء في معسكرات الزل والهوان ونصرة لشرف حواء السودانية.
هب هب شعبي الابي لنقتلع جذور الظلم والفساد .. هب هب شعبي الابي ضد الهمباتة ولا نامت أعين الجبناء
حاتم المدني

بينما تسهر جوبا على أنغام بروفات نشيد الإستقلال .. بقلم: حاتم المدني

بينما تسهر جوبا على أنغام بروفات نشيد الإستقلال

السبت, 13 تشرين2/نوفمبر 2010 08:11

سوف تكون هناك فترة انتقالية مدتها ستة أشهر بعد إعلان نتيجة الإستفتاء وحتى 9 يوليو2011 للتحضير لإنشاء مؤسسات الدولة الجديدة الرسمية اذا صوت سكانه لخيار الانفصال من أجل إعلان استقلالهم رسميا، ومن المتوقع أن يسارع المجتمع الدولي لمساعدتهم في فترة الشهور الاولى القادمة كذلك طبيعيا متوقع أن تنشغل قطاعات السكان به ومؤسسات الاقليم بهذا الحدث في تلك الفترة ، لكن هنالك بجانب التحديات الهائلة التي سيواجهونها مستقبلا لبناء مؤسسات دولتهم الجديدة هنالك قضايا آنية عاجلة حاليا تناقلتها الاخبار دفعتني لكتابة هذه السطور ، أكثر خطورة ستهدد حياة قطاعات كبيرة من مواطنيه وربما تئد هذا الحلم وتشكل نواة لمتاعب كثيرة ستضيع إن لم يتم التصدي لها بصورة عاجلة سنوات اخرى من مستقبل مواطنه.
فخلال الاسبوع الماضي في بيان مستعجل من الهيئة الدولية للاجئين اوضحت فيه أن ما يقرب من 5000 من اللاجئين السودانيين من مواطني الجنوب وصلوا الى كينيا فقط خلال الشهر الماضي طالبين اللجوء بها وهو عدد ضخم غير متوقع وحسب مراقبين هنالك ، ان اعداد اكبر بكثير بدأت تلحق بهم هذه الايام ، وخطورة ذلك تكمن في أن هذا النزوح الكبير المفاجئ لم يتم الاستعداد له او حتى تهيئة معسكرات لهم خاصة وان الفترة الماضية بعد توقيع الاتفاقية شهدت عودة معظم سكان المعسكرات بها الى الجنوب وقد قدر وقتها الذين عادوا بمليون ونصف نسمة وتم إغلاق معظم هذه المأوي.
ورغم خطورة هذا النزوح المفاجئ وبهذه الاعداد الغفيرة الا أن الاسباب من ورائها غير واضحة حتى الان حيث أبدت غالبيتها هلع وخوف واضح من إندلاع قتال جديد بسبب الإستفتاء القادم ، المأساة الاخرى في نفس الوقت اتت من اتجاه معاكس فهنالك اعداد ضخمة بدأت في النزوح من جهة دارفور ومناطق كردفان والشرق باتجاه الجنوب و يمكن تصور هذه الاعداد الضخمة العائدة اذا ما قارنا وصول 6000 في الشهر الماضي فقط من الخرطوم وحدها لولاية الوحدة وثلاثون الف أخرون منهم دعتهم الحركة بالتوجه نحو مناطق ابيي ضمن برنامج الحركة الذي دعت فيه مواطنها “للعودة الى للوطن” للمشاركة في استفتاء يناير متخوفة من التلاعب باصواتهم من قبل النظام في الخرطوم لكن الحركة تجاهلت التخطيط الجيد و مخاطر معروفة واضحة سيدفع مواطنها حياته بسببها ، لأنها حتى و أن كانت تتوقع ان العدد الذي سيستجيب لهذا في الخمسين يوما القادمة حسب تقديرات مسؤلييها ربما يصل الى 1500000 فقط فهذا في حد نفسه عدد غير واقعي وصعب التعامل معه مهما كانت إمكانيات اي دولة دعك من الجنوب من حيث إستقبالهم وتوفير اساسيات الحياة لهم في فترة وجيزة وهذه في حد ذاتها كارثة بكل ما تحمل الكلمة من معنى تتحمل الحركة دون غيرها مسؤليتها لانها تتوقع ان يشرف المجتمع الدولي على قضايا مواطنيها كما في اوقات الحروب وغير مدركة لعواقب ذلك.
عليه يجب الاسراع بالتحضير لاسواء السيناريوهات رغم ضيق الوقت المتبقي الذي يريدون التمسك به.
لأن من الواجب عاجلا الان كذلك حماية هؤلاء العائدين والاهم النازحين منه خاصة الذين اختاروا النزوح على اقدامهم باتجاه الحدود الغربية الجنوبية مع مواشيهم لخطورة الوضع هنالك حاليا وربما يكون مفيدا ان يكرر المسؤلين الحكوميين في الحركة الشعبية والحكومة الحالية في الشمال عبر كل وسائل الاعلام المتاحة نداءاتهم بصورة مسموعة ومطمئنة للمواطنيين في الاطراف بأنه لن يسمحوا بإندلاع اي صراع مسلح بينهم او صراع قبلي من دون مواربة لأن عدم الوضوح والتهديدات المبطنة غير المسؤلة من ” فيلات” جوبا والخرطوم الوثيرة وحاناتها وجوامعها هو الذي خلق هذا الجو من عدم الاستقرار والافضل تحديد فترة زمنية مطمئنة والاسراع في مناشدة المجتمع الدولي للمساعدة العاجلة وأخص ندائي هنا للاطراف الجنوبية خاصة لأسباب معلومة منها التخوف من حرب قبلية بدأت معالمها تظهر واضحة وتؤجج لها أطراف كذلك معروفة من المتطرفين في كل منها كما حدث في الماضي وهو نفس ما ابداه هؤلاء النازحون الذين هم ادرى بحقيقة الاوضاع التي يروونها ، بالطبع عدم التخطيط في الفترة الماضية لإستيعاب العائدين من دول الجوار او حاليا من الشمال حيث وجد معظم العائدين اراضيهم ومساكنهم قد احتلها غيرهم من القبائل المعادية لهم المجاورة كذلك حسب المسؤلين الجنوبيين ان هنالك هجرات من مواطني الدول المجاورة باعداد كبيرة في الفترة الماضية للجنوب ، سيكون تلقائيا مع وصول القادمين من مواطنيه احتكاكات تحتاج الى مرور زمن كافي ليتعايش هؤلاء العائدين ويتأقلموا مع وضعهم الجديد، والتخوف الحقيقي هنا من ان النزاعات في الجنوب دائما رغم اسبابها الواهية عندما تنطلق شرارتها تتحول الى صراع دموي في وقت وجيز يصعب السيطرة عليه ليدفع مواطنه البسيط ارواحا نفيسة بسببها ، على الرغم من ان كل هذه قضايا معلومة لأطراف الاتفاقية طوال الفترة الماضية لتلافي ما هو متوقع لكنها الان مسؤولية الحركة وحدها والاطراف الجنوبية الاخرى في إطار هذه الاتفاقية المأساة
هنالك كارثة اخرى ليست بيد اي طرف لكنه التوقيت لسوء الطالع حيث اصدر كذلك الهلال الأحمر السوداني نداء طوارئ 2.4 لمبلغ مليون دولار يحتاجها عاجلا لإنقاذ 50000شخصا الشهر الماضي بسبب سيول وفيضانات اجتاحت المناطق الجنوبية وتتوقع ارصادات المناخ موسم من الفيضات والتي ضربت حاليا الجزء الغربي من البلاد وهي كذلك للاسف لم تجد الاهتمام الكافي من الاعلام لأنه لم يربط فيه بين مايجري الان وماذكرناه حول العودة الطوعية وبين اضافة ماساة اخرى لها ، ومن الواضح أن معظم هؤلاء الناس سوف يجدون انفسهم محصورون في مناطق يصعب التحرك منها او وصول امدادات لها في الفترة القادمة.
—.
على الرغم من ذلك يجب ان يعي الجميع ان إستفتاء الجنوب قضية تخص مواطنه وحده و في الشمال يجب ان لا نخلط بينها وبين هذه المخاطر التي تهدد حياة مواطنه ، ولانه في الوقت الحالي حتى وأن صدرت تصريحات مخلصة مطمئنة من أي فرد في هذه الحكومة لن يثق بها مواطنه في الشمال او الجنوب او في الحقيقة اي مواطن سوداني حاليا بسبب ما اعلنوه عن مخططات عنصرية بغيضة ومحاولة نفيها ثم تكرارها وفيه نجد العذر للمواطن الجنوبي والشمالي في عدم تصديق اي ما يصدر منهم وهنا من المستحسن ان تقدم قيادات المعارضة بكل فئاتها ضمانات الى كل من سلفاكير ومشار ليعلنا للجنوبيين نيابة عن جميع افراد الشعب السوداني ان حياة المواطن الجنوبي في الشمال والجنوب لن تتعرض للخطر او يتعرض افراده لمضايقات بسبب نتيجة الاستفتاء القادمة وسيكون لديه متسع من الوقت لتدبير مستقبل حياته والاختيار بين العودة الى الجنوب او البقاء في الشمال .
من ناحية رآي ومبدأ معلن من جهتي ومعارضتي الواضحة لبعض ماتضمنته هذه الاتفاقية وأعتقد انه يشاركني فيه كثيرون من الوطنيين الجنوبيين والشماليين الا انه لايمكننا الان ان نجتر الماضي فله وقت حسابه بقدر ما هو مهم الان ان نتفاكر عن غدا، فالذين وقعوا هذه الاتفاقية في رآي سذج إعتقدوا انهم قد حقنوا الدماء بين ابناء هذه الامة ولو كان الامر بهذه السهولة لأقدمت عليه كل الحكومات السابقة للاسف لايدرون انهم سلموا جزءا عزيز من وطنهم ليشتروا سلطان وسلطة لن تدوم مقابل بيع وطنهم الى مؤسسات مالية لاترى فيه سوى ثرواته وخيرات ارضه وهذا ليس تجني على حقوق مشروعة لمواطني الاقليم فالذين وقعوا هذه الاتفاقية هم في الاساس سبب هذا النزاع وحتى الان لا يعرفون حقيقة اساسية ان الجنوبي اوعى بكثير ويعرف هذه المطامع جيدا سواء من الاجنبي ام من دهاقنة النظام كما يعرفون الاعيب قيادات حركة المرافعين وهم اكثر عزة بارضهم وعبر التاريخ لم يخنعوا لأي مستعمر اجنبي او فاسد من قبائلهم وانا واثق ان من بينهم من سيحمون خيراتهم وارضهم افضل من اي حكومة مرت في تاريخنا بل اضيف على ذلك ان كل الجنوبيين يحبون السودان الكبير اكثر بكثير من الذين يمضغون ويلوكون معاني الوحدة ويبصقون في رياء على الانفصال.

حاتم المدني*

The difficulties awaiting the new South Sudan

I hope that by tomorrow evening, after the new South Sudanese national anthem has been played for the first time and the cheer squads and bands have disbanded, ordinary South Sudanese will be treated in all material respects like any other citizen.
I believe that you will be free.
From the state, fear, hardship, religious persecution, and interference with his spoken and written word.
However, in both the long and short term, will South Sudan fully fulfill its role in the international community and emerge as a model sovereign state with a transparent administrative capacity that takes full responsibility for the welfare of its people?
Please, I’m not at all confident.
During the transition period, a huge opportunity was missed to address a very important issue if not consciously avoided, so this was considered a “taboo” and was swept under the carpet for the time being, preventing the raising of the independence flag.
Some of these are historical and cultural, others are internal power struggles between tribes and politicians, fears of national security, international mineral and land grabbers and untrustworthy companies.
Some are tied to overwhelming and uncontrollable conflicts of interest on the part of corporations.
neighbors.
Tribalism obstacles are indeed one of the South volcanic that erupt unpredictably from time to time bringing devastation and terror and was there since elephants roamed the marshes, pointing specifically to the Dainka versus Nuier supremacy claims, to say the least this has been instituted now, as personal intrasigence, tribal at heart, firmly now embedded in the new to be born Country politics, where calls for arms and guns pointing as away to resolve even trivial issues are part of Southern Sudanese worriers tribalism customs is today adopting what comes methods beside stay low for now but stay put, and continued diversions of blames to any other than the core historical and cultural issues was and still the norms, as we witnessed just in the past few years during this transitional period these fights claimed the lives and displaced victims more than on any period in the last odds years, and its only a matter of when the defeated party is to regroup and start all over again.
Also sadly there is widely wrong assumption especially by outsider’s observers, that South Sudan is a one bordered continent and its people by now know each other. The fact is some parts of the South know little if nothing at all about other parts of their new country other than as a different kingdoms and clans territories where they avoid to venture over let alone integrate and learn how to live with, some are due to the harsh terrain of the area and the logistical limiting movement during certain seasons where contact in the past before the war, is mostly during the dry grassing period crossing over their tribal boarders, for most of them these areas is their state boarders for others who inhabited the water marches in the past they see the dried-up or logged expanding land borders are their rightful inherited lands, although some may say during the last drought years and the war displacement period, internally in the South or abroad, brought many tribes together at some points, also then organised armed faction open recruiting drive integrated most of the South different tribes younger’s and this will contribute as today to the awareness to see the South as a one country and help in integration in the long term. . but the land ownership and internal boarders issues are a major headachy, its basically now New South Sudan is small big old Sudan!
Another issue that nationally and international discussed threat to the new born South is the threat from the North again this bluntly exaggerated fears and trickled down to boarders issues and oils, the real fear if to be from the North is the expulsion of all Southerner to the South boarders or where sooner or later they will start to return, this a very large number of people and tribes too who use to move forth and back normally or economically or those who fled during the war, some did not take part in the war, others in fears of tribal or faction disputes all now have to go back and face the old live, here again lands dispute, politics and so on are awaiting worse if they resolve to solve it by the old methods.
The oil issue between North-South in regards to sharing, pipeline, and so on, also was an intentionally internationally exaggerated fear that to become the new South Sudan first national security issue, where all think “not Southerners” apart of the SPLM/A politicians who have personal interest on this! the option is to direct the oil transportation across its southern boarder countries namely Kenya and Uganda ,I think those who addressing this issue, to put it bluntly here again, do not have a zot of knowledge about the Southern Sudanese, a part of its geographical spot and are all black and christians! Or just another business opportunity!, The fact is South Sudan will have to trust its national security with its North old enemy more than a wish washy long term envisaged as will always be stable relationship with either Kenya or Uganda, where another historical, tribal and boarder’s over looked time ticking bomb are there.
Another Taboo of all Taboo’s a part of the six thousands educated and 150000 trained solders ready for another job from the eight millions estimated population where here the rest of them the only job they know or will do is herding their not for commercials cattle’s, and through history no government in the past managed to shift them or entice them to participate in other economic sector i.e. agriculture, and now the oil industry too, fair to say they know nothing about agriculture and so on, and see naturally herding is part of their culture and way of live ,but they do resist fiercely to change, here will eventually pop the questions who will do the urgently needed development work where the small educated numbers see it as their right to manage it but not to labour for it, even in the past short transitional period they relied on huge foreign labour while the whole country are jobless needless to say all poorly living and in need but careless about who will do the work for them, and not willing to do it, this may sound odds, but again in the past they are not dependable on income from the new oil sector but their known work and living in hunting and herding, the majority now are not, but nothing they can do here and the only milking cow “the oil industry” or the other just sprung hospitality businesses have to depend and rely on trained foreign labour and its income is naturally going to go abroad, but not unless they chose to be just a consumers, again locally in towns some are resenting this and creating flash disputes directed towards these new foreign companies and its government, on the other hand there is no economic sector that the government could create to accommodate all, if they managed to convince them to take part, for the short term, of course it found the answer for now is the Army !but what is the task there in short term feature if such argument is needed?.Bearing in mind the new country now spending most of its only income buying arms?
Finley ones have say it’s a great job and well-done to those countries who guarded the CPA, the last hurdle will tell if we to have “Romancing The Stone” ending.
Hatim El madani

لا تهمنا “البردعة” او “الرفس” فاليقف امام العدالة او يبرطع عائراً الى لاهاي

لا تهمنا “البردعة” او “الرفس” فاليقف امام العدالة او يبرطع عائراً الى لاهاي
02-11-2010, 03:37 PM

أمر مفروق منه ومتفق عليه ان العدل والقصاص وأهمية إقامتهما نابع من كونها قيم ومبادئي سامية تصبو إلى تحقيقها كل القوانين والنظم الإنسانية ؛ او كونه عماد الحكم العادل في المجتمعات التى تدفع به وتؤمن محقة انها السبيل الوحيد لخلق مجتمع مستقر متحضر؛ وبالتالي تجعل من تأسيس اساس ثابت صلباً مستقيماً غير مائلُ له خطوتها الاولى لبناء مجتمعها ؛بل وأجب على أفراد أي مجتمع يتطلع الى أمن وسلام مُشاع بين ربوع ديارهم وحكم عادل ينظم حياتهم أن يتدافعوا على التثقيف به وإشاعته ومراقبة طهارة مؤسساته المُنِصفة والحقوقية؛ ونجاحهم في هذا يعد مقياس في مابعد لشرعية السلطه السياسية والادارية التي يتطلعون لها وممارستها, وتعاملها معهم كمواطنيين تعي تماما أنهم من أتوا بها لتخدم تطلعاتهم و لتنصف فيما بينهم وتحفظ حقوقهم بنفس المعايير العدلية التي أقروها إجماعاً.
وكذلك للدولة نفسها يعتبر إحترام هذه الحقوق وصونها مصداق لها امام مجتمعها اولا وبالتالي بين المجتمعات البشرية و الاسره الدوليه ومقياسا كذلك لشرعية الحكم فيها , وتبنى على أساسها ثقة المتعاملين معها ومدى صدق عهودها والتزاماتها نحوهم.
وبدون مقدمة أخرى عن حقائق لايخُتلف عليها ؛ جمعاُ ندري أن ماساة السودان الحديث مرتبطة تماما بتاريخ إنهيار المؤسسة العدلية المثمثلة في وزارة العدل والجهاز القضائي به ، بسبب تدخل السلطة السياسية والتنفيذية كما هو حال مؤسسات الدولة الاخرى من أجل أن تُعطي سلطات مطلقة لمنسوبيها او مناصب لغير الجديرين بريادتها او المؤهلين لها او لمصادرة حريات الأفراد وبالتالي تسيست المؤسسة العدلية وتدني مستوى أدائها وفقدت مصداقيتها .
وتجب الاشارة الى أن قوانيين السودان العدلية كانت قبل سلسلة التعديلات الارتجالية المتتالية التي شهدتها البلاد تشدد في ان التدخل في عمل القضاء أو في شؤون العدالة جريمة يعاقب عليها القانون،ولا تسقط الدعوى فيها بالتقادم ، وبالتالي تحت طائلة القوانيين التي سنتها برلماناته المنتخبة ديمقراطيا تجد العديد من السياسيين الذين تقلدوا مهام تنفيذية في الحقب الشمولية وتدخلوا في شئون السودان العدلية او عدلوا نظامه القانوني من دون تفويض من شعبه بتمرير قوانيين تمثل نظم عسكرية ، اوفئة او نخبة او معتقد ، هؤلاء يجب ان يمثلوا امام طائلة العدالة عاجلا أم آجلاً بما فيها بجانب السياسيين عديدين من ممتهني العمل العدلي والقانوني اليوم وسابقاً .
ولايفوت على القارئ أن تطبيق العدل ببسط قوانينه دون تدخل أو وصاية من السلطة على القضاة فيه ليس مقتصر على تطبيق العدل في قاعات المحاكم والفصل فيه وأن المحكمة هى أدنى مستويات القضاء, لأن التماس العدل والاحساس بشيوعه من قبل المواطن يومياً في تعامله مع أليات تطبيقه يفترض ان ينبثق من قناعة لديه أنها تخضع للسلطة القضائية المباشرة بدون قسر أو القوة, وهي أول مراحل العدل ولا تتم الا بالالتزام المجرد من قبل القائمين عليه بتطبيق القانون اولا وإدراكهم أنه سيطبق عليهم انفسهم وتعاملاتهم وبالتالي الحياد سيكون هو سنام مهنتهم ؛ فعدم نزاهة أفراد الشرطة اوالمخابرات والبوليس السري او المليشيات المستحدثة من قبل سلطة غير قانونية بسبب أنتمائهم لسلطاتها التنفيذية كما يحدث اليوم ، عاكسة غير آبهة للمواطن للأسف طابعها الاستبدادي ونزعتها الشمولية يعد عدم وعى منها بمهامها وحقيقة أن المواطن هو مخدمها وليس أجير لديها؛ نفس الشيئ ما يواجهه المواطن في تعامله مع السلطة المدنية التابعة لها دون ادنى قناعة لديه أن جميعها مستقل خاضع للجهاز القضائي وأن الاخير خاضع لنظام عدلي شارك في سن قوانينه بكامل حريته ليحفظ حقوقه ويحميه لا ليسلبه امانه ؛ لان خللا مهما صغر امره هنا وهنالك يهز معاني العدل والاستقرار في كل شئون الحياة لدي المواطن و فقدان تلك القناعة في التعامل اليومي سيضعضع ثقة هذا المواطن بأمن نفسه ونزاهة كل ما يحيط به هو الاخر وبل مستقبله ويؤصل تلقائياً لخلل في تعامله والتزاماته نحو مجتمعه ودولته وبالتالي سيساهم في عدم ثقته بمؤسساته التنفيذية ككل بسبب سلب قراره هذا من قِبلها وحقوقه ، ويدفع بطريقة مباشرة التسلسل الطبيعي هذا نحو أنهيار وتفسخ النواة الاجتماعية حوله و نحو في اندثار تقاليده وقيمه ومن ثم أعراف المجتمع الذي هو جزء منه وبالتالي دولته؛ وتجد أن عدم حفظ العدل والحقوق الذي تهاون فيه في بداية الامر فرد مستهتر واحد من الجيش او الشرطة او الامن من الجهاز التنفيذي دون وعي او التزام بأهميته تجده قد ساهم في نشر الفساد والظلم بصورة مباشرة الى محيط اوسع وبالتالي يعد التقصير هنا جنحة جنائية لايستخف بها لانها اسهام مباشر في إنهيار المجتمع بأكمله ؛ لهذا السبب ولخطورة تقصير القائمين على بسط القانون تحديدا تغلظ القوانيين العدلية في معاقبة من هم على سدة الجهاز التنفيذي من أعلى هرمه الى ادناه.
الحقيقة التي لاتغيب كذلك وإن غاب الثبات على المبادئ لدى البعض والتناول تجزيئا لها من حيث يرتأون ؛ هي مساواة الناس أمام القانون والقضاء فيه وأهمية ذلك لاتستحق توضيح هنا كذلك كما أن الجهل بالقانون دزليا كان ام محليا ليس دفع حتى وإن كان الفرد غريباً عن الديار المطبقة به او مسافراً عابراٌ لها.
وقد تناولت خطورة الخروقات اوالاستهتار اوالمساومة في مبادئ عدلية لاتحتمل رآيين من قبل كثيرا ؛ وكمثال مرتبط هنا بلب الموضوع حول الاستخفاف بالقانون في وطننا في ابسط امثلته ؛ قد أشرت قبل أعوام لانتعال السودانيين وتباهيهم بلبس نوع من الاحذية او المركوب المصنع من جلد النمر المعرض للإنقراض والتباهي به على الرغم من أنهم بذلك يخالفون صراحةً القانون بدولتهم ؛ هنا لاتهم التعليلات أن كان ذلك جهل بالقانون ام اذدراء به ؛ لكن غض المؤسسة التنفيذية طرفها عنه او تكاسلها من أن تسعى لتجعل من محاكمة بعضهم مثال لزجر الاخريين وتنبيههم لمخالفتهم للقانون هو المؤسف وينبئ بمدى عدم إنضباطها.
وكانت لطمة لقيم ومبادئي القانون والدولة إن لم تكن مأساة بغيضة عندما ظهر رئيس الدولة وهو هنا أعلى هرم السلطة التنفيذية منتعلا هو كذلك جلد الحيوان المنقرض؛ وقد أشرت الى أنه بجانب ارتكابه جريمة جنائية بفعله هذا وضرب منه بعرض الحائط بالتزاماته بالعهود والمواثيق الوطنية و الدولية الموقع عليها؛ هي ان خرقه للقانون هذا ليس من صغائر الامور فله أبعاد أكبر بكثير عن كونه جرم جنائي او استخفاف بالامر لأنه يشيع بين مواطنيه عدم الاكتراث إن لم يكن الانضباط في دولته التي من المفترض انه قدوة لها؛ كذلك عندما أقدم بصك براءة ساحة وزير لديه متهما من قبل متظلمين من شعبه في دارفور وأخر من شعبه في شماله فاصلا في الامر خصماً وحكماً نيابة عن مؤساسته العدلية وساحات التقاضي بها.
وكما مثال الموظف او الشرطي وما تسببه أخطائه معتقدا انه بعيد عن أعين من يحاسبه و قد إختلى بمواطن مسلوب الارادة واعمل فيه تصرفاته غير النزيهة او عدم تطبيقه للقانون بحزافيره ممتثلا بمهنته قد ساهم دون ان يدري في تسلسل انهيار مجتمعه تجد بالنسبة لرئيس الدولة تكون المأساة هنا أضعاف ذلك؛ وهذا بعض من قليل من الامثلة القبيحة التي بسبب تكاثرها لم نعد نعي كشعب هل تطبعنا بخلق الظالمين منا ام جاريناهم بجعل الافلات عن يد العدالة أمر ممكن وعاد الاتيان باعذار واهنة أقبح من الذنب واللغط النفاقي الجدلي في مسلمات مفترض هي مبادئنا نبتريه لاشعورياً فقط للغلبة الأنية في الجدل والرغي وهي أشبه بدفوعات الزور ولاشك أنها عادت جزء من نخاع صديئ لدى البعض.
وإن كانت هذه لطمة مركوب واهية في جريمته التي تستوجب السجن او الغرامة المادية في دولته وبالقانون الذي سناه لنفسه فتأمل ما نقل عنه قولا أنه دعى جنده بقتل الاسرى ؛فهو مثال صارخ في الجرم بجانب عدم الالتزام مجاهرةً كذلك بالمبادئ متحديا القانون والعدل والمواثيق الدولية الموقع عليها حول أسرى الحرب ناهيك عن الاخلاق الدينية والاعراف السماوية الواضحة حول معاملة الاسرى؛ ولعل البعض يفتي أمره في ما أقدم عليه من يشار اليه برمز الدولة في صغائر معاني سيادتها قبل ان يضحى حارقا لبخور معبد السلطان عندما يسهب في الافتاء على من يجب القصاص ومن بسخف اللغو معفى عنه.
وقد يطول السرد حول العديد من الامثلة الواضحة خرقاً للقوانيين والاعراف من قبل حاشيته ممن من تربعوا دون وجه حق على واجهة مؤسسات الدولة التنفيذية التي تضعهم في خانة من أفسدوا في الارض خاصة التطاول على دار اموال المواطنيين فهذه تهمتها والرمي بها لا تدارى او يدعى البعض انه صعب استقصائها بل تستوجب الشروع فوراٌ في تقصيها هرعاً بأمرا واضحاُ وجدية من الدولة حتى يتضح الحق حولها ؛ حتى وان كانت التهم همساُ عن غير بينة؛دعك وما شٌهر به علناً حول عمارات كافوري وصفقات شيوخ الظلام من الخليج ويخت وفلل الرئاسة ومممتلكات شيوخ بترول سكان خيم العراء ومستهبلي خردة حديد مشروع الجزيرة التي أعتقد جازما انهم لايدرون قيمتها النقدية وناس خلوها مستورة وغيرها؛ فأن كانت المبادئ ضربت والوعيد بالعقاب فيها غلظ بعضا يدعوا الثابت على مبادئه بقطع يد فلذة كبدك واحب الناس اليك ان تطاول عليها؛ فالقانون كذلك واضح امامها ؛حتى لانعود امة إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد ، وبالتالي من غضوا النظر عنها او كتموا الشهادة فيها او شاركوا في سلبها مباشرة او معنوياً يجب أن لايفلتوا عن يد العدالة طال الزمن ام قصر.
أنه من مبادئ الاخلاق وكذلك العدل والمسئولية الفرديه اتجاه احقاق الحق ومساندة مساره؛ عدم كتمان الشهادة او إخفاء الحقائق حتى وإن كان الفرد غير معني ومسار القضية المطروحة لكنه شهد وقائعها او على علم ببينة تثقل ميزان العدل في أي الجهتين فإن إختار أن يكون شيطان أخرص ” تحت أيا من هذه الابتزازات العاطفية والقبلية وغيرها” سيقع ظلما كبيراً ببريئ وإثم يتحمل هو وزره الاخلاقي ككاتم لتلك الشهادة؛ والقانون واضح يعاقب هذه الحالات ويساوي بينها ومرتكب الجنح.
وان لم يكن يدري بحثيثياتها فاليدعو الى اقامة العدل والقصاص فيها حتى يظهر الحق جليا حولها، لذك الذين إنبروا بعد مآسي دارفور وقرار المحكمة الجنائية الدولية يدفعون بدفوعات السيادة الوطنية والعاطفة القبلية والانتماء التنظيمي و يرمون بانها لاتعدوا سوى مؤامرات خارجية وهو دفع عاد شماعة لكل تقصير وجرم لهم حتى لايتم احقاق الحق والعدل او تناسيه، هؤلاء تجد دفوعاتهم واهية مشينة اخلاقياً وجلها باطلة إلتفافية ؛ بل أجده مقززاُ مثير للإشمئزاز عندما ينبري البعض بخلفية خاصة سياسية او قبلية عاطفية باطنها الدفاع عن من يصورونه باطلا رمز الدولة وسيادتها وهو الذي فض مجلس سيادتها التي اختارته طوعا وشورى، ولا يدري أي منهم معني مفردة سيادة الدولة ومن يمثلها رمزاً ولا يتطلب امر بحث مشتقات ومصطلحات سيادة الدولة او رمزها التي يستخدمونا كثير عناء في معارف قواميس القوانيين الدولية لان إستخدامها في شخبطة الذي يخطون به ليدفعوا في الامر يناقض ما يرمون له بل يثبت الإدعاء حوله، إنها ضحالة الوعي عندما يأتي من غيرهم نفاقاُ ولغوا بيظنطي وهم يدرون في نهاية الامر وخلاصته انه افلت من عقاب مركوب امام مؤسسته العدلية ويدرون انه لن يمثل امام العدل وزمرته قناعة به او طوعاً ؛ بل المؤسف أنه عندما حدثت قصة المركوب التي عدها البعض تافهة هذه لحسن العِبر كانت مباشرة بعد ايام قليلة من تصريح او وعيد اصدره حينها وزير داخليته توعد فيه وكما طلاقاته الشهيرة عن خيار”باطن الارض عن ظاهرها” بمعاقبة من يخرقون قوانيين الصيد والحيوانات البرية والاتجار فيها! دعك وقتل مئات الالاف وتشريد وايتام ملايين؛ فعندما يشرع الجند في معاقبة قرية مسلمة ومسالمة بكاملها حرقا وترويعا واغتصاب وسبي لنساؤها لذل رجالها او تعطشاً جنسي منهم لا لسبب الا لأن صبية متفلته منها او مغبونيين يمثلونها اجرموا وهربوا ليندسوا بين صفوف الابرياء من أهلها كما تقول الاتهامات والادعاء فهذا يعتبر عقاب جماعي تتحمل مسئوليته قمة الهرم المؤتمرة الجند بأمره.
وعندما تصرخ من تلك القرى أم والدة بالغة من العمر للملأ أمام إبنها وأعين مجتمعها أن عرضها هتك أمام بصره وأهلها؛ او أخت أمام شقيقها وأبيها او مرضعة توصف كيف سحل وليدها لإهتزت السموات والارض غضباُ دعك من المجتمع الدولي. فما بال هذه القلوب المتحجرة التي تهرع دون خجل في دفع الامر عن مرؤسيها؛ او تدعي ضمن نفاقها او جدالها بانها تسلم وتتفق معنا باهمية العدل و تقر بالظلم الذي وقع في دارفور او غيرها ثم يعودون دون حياء عندما يخلوا الى هرجهم ليتبعونها “ببلى -لكن إسرائيل-توني بلير-بوش — هذا وذاك- وربما أمريكا- وأشك وأظن… وغيرها ” فلاهي فئة شاهدة علي الجرم لتدفع به عنهم ولاهي القضاة فيه لتنصف ايا من اطرافه ؛ ولا اريد أن أجزم انه لو كانت تلك المظلومة او المظلوم أم او اخت او والد اي منهم لاختلف الامر؛ فأي دفوعات تقبل من أمثالهم تمنع اي شخص مفترض ان له قيم ومبادئ وأخلاق بعدم الوقوف مع احقاق العدل والقصاص فيه.
أين هو ‘منطق ألاخلاق’ عندما تساعد دفوعات البعض هنا متهمون في الإفلات من العقاب؟ اين المبادئ او القيم الدينية التي يستخدمون نصوصها بعجلة دون تدبر او غيرها ؟.
فالشريعة الإسلامية التي يمتطون ما يرغبون من صريحها واضحة في هذا الامر، فالحكام كالمحكوم ، والشريف كالوضيع ، والقوي كالضعيف.
الأن لم يعد لديهم منطق أو دفوعات بينة عندما نده المظلوميين وآه معتصماه .. بعدل.. فكما المجرمين وجدتهم يحاولون استخدام ولوي معاني الدين لمقاصدهم وعندما ينقطع حبل كذبهم سيسعون فتنة بين القبائل وكفرا بمواثيق تراثنا واعرافه وثوابتها ولن تجدي بتابتهم الآنية عنهم شيئ امام الناس او في العاقبة.
من منطلق شخصي قد ختمت قولي يوماً ببئس لكم ان لم تقفوا مع العدل والقصاص فيه ؛ لكني أقولها بأعلى صوتي تباُ لكم أن حجبتم دعوة هؤلاء المظلوميين والطالبين للعدل في تظلماتهم او اضحيتم سدنة للمفسدين الذين تبهرهم وتكتم اصواتهم طلعة فرعون وجنده بينهم ، لانهم لا يهمهم كثيراً سوى امر ” اخوتهم في الفساد والجبروت” ونعرتهم القبلية لا دين الله ومبادئه، بل اعرض عن سخفهم في من هو أوكامبو او سيرة حياته الشخصية او من خلفه ؛ لانهم لم يكونوا سباقين في رؤية العدل والقصاص اقيم بالحق و واوفى فيه بين افراد مجتمعهم بل كانوا سباقون في الفتن وإجترار فتوى علماء الدجل و وصم غيرهم ببزيئ القول .

لم يعد للحديث بقية واصلوا حرق بخوركم ولغطكم لم تعد تهمنا “البردعة” او “رفس” تنابلته فاليقف دون المتظلمين امام عدالة منصفة لا كومبارس يختاره المتهم او ليبرطع عائراً الى لاهاي.

حاتم المدني*

هازول: فسادك زكمنا!! .. بقلم: حاتم المدني

هازول: فسادك زكمنا!! .. بقلم: حاتم المدني
الجمعة, 29 تشرين1/أكتوير 2010 06:37

لم يثر التقرير الذي صدر قبل يومين من منظمة الشفافية الدولية لعام 2010 حول ترتيب السودان “المشين” حقا ضمن قائمة الدول التي يستشري بها الفساد كثير من الاهتمام او يحظى بثقله او حتى إمتعاض في صحافتنا المحلية ، كذلك على عكس المعتاد عليه سنويا لم تسارع الجهات الحكومية بالتقليل من شأنه او إتهام جهات خارجية معادية لها بتدبيره ، وقد جاء فيه ترتيب السودان 172 من ضمن 178 دولة وهو بذلك أضحى ثاني أفسد دولة في العالم العربي بعد العراق وثاني افسد دولة في أفريقيا بعد الصومال ، وربما يعود سبب عدم أهتمام وسائل الاعلام المحلية بخطورة التقرير هذا العام هو صدور تقرير مشين أخر سبقه الاسبوع الماضي من قبل ديوان المراجع المالي العام للحكومة بالبرلمان والذي أشار فيه الى ان حجم الفساد والاعتداء على المال العام قد ارتفعت وتيرته ولم تنقص مقارنة بالعام الذي سبقه وهي ليست المرة الاولي التي يؤكد فيها ديوان المراجع العام استشراء الفساد بمرافق الدولة خاذلا التحدي الذي كان قد أطلقه رئيس الحكومة عمر البشير في وقت سابق حين تحدى معارضيه الذين اتهموا حكومته ومسؤلين حكوميين بها بالفساد واستغلال مؤسسات الحكم للثراء وانتشار المحسوبية والرشوة والممارسات المالية الفاسدة قائلا “اي شخص عنده اثبات وادلة ومستندات على فساد اي جهة او فرد فاليقدمها”.. فها هي بينة بين يديه من مؤسسات النظام نفسه في اعوام متتالية.
و الخبر المشين هو الاخر لم يجد حجمه سوى مانشيت يقول (تقرير المراجع العام.. ينتهي العزاء بمراسم الدفن) ..كان عنوان مقالة الزميل الاستاذ فائز السليك من صحيفة أجراس الحرية معلقا على ردود الفعل و تفاعل المسؤولين البائس إتجاه التقرير المشين من ديوان المراجع العام الحكومي وغياب اي خطوات للمؤسسات العدلية اوشروعها في اجراءات نحو المفسدين لكن نفس المؤسسات العدلية ترى اولوية عملها لخدمة المواطن تاتي في اولوياتها بعد محاكمة الزميل فائز السليك هذه الايام و قد كان محقا ما توقعه قارئ له نشر رده بعاموده في الصحيفة حول نفس ما ذهب اليه بخصوص رد الفعل المتوقع من الحكومة اتجاه التقرير والفرق ان ذلك الرد كان عام 2008 واختصر المفيد فيه ذلك القارئ مشبها المراجع العام ب”المؤذن في مالطا” ، اما زميله في نفس الصحيفة الاستاذ دينق قوج في عموده “جرس أخير” ذكر انه في بادئ الامر كان غير متفائل بعد الغموض الذي صاحب احالة المراجع العام السابق الى المعاش وتعيين المراجع الحالي بديلا له لكنه اضاف ان دقة التقرير وشفافيته قد ادهشته!.
وتقول هوغيت لابيل، رئيسة منظمة الشفافية الدولية “مع وجود سبل المعيشة في كثير من بلدان العالم على المحك ، فلابد أن تعمل حكومات تلك الدول على ترجمة اقوالها حول القضايا المتعلقة بالتزامها بمكافحة الفساد والشفافية والمساءلة الى أفعال ويعتبر الحكم الرشيد جزءاٌ من حل المشاكل والتحديات التي تواجهها حكومات العالم اليوم والمتعلقة بالسياسة العالمية”.
وعلى الرغم من ضخامة حجم الفساد المالي الذي اشار اليه تقرير المراجع العام ففي إعتقادي انه قد لايمثل ثلث الحجم الفعلي للفساد المالي بمؤسسات الدولة خاصة وان المراجع العام اشار الى ان مؤسسات كهيئة السدود قد استثنيت بصورة غير مبررة قانونيا من مراجعته وتم ذلك بمرسوم رئاسي اصدره مباشرة رئيس الجمهورية نفسه ولاننسى ان المؤسسات الامنية والجيش هي الاخرى لم يعلن نتائج مراجعاتها المالية بعد او حتى الاعلان عن انه قد تمت مراجعتها من دون نشر حجم الفساد بها وقد سبق ان قام العديد من الاعلاميين بالسودان ومعارضين للنظام بعقد مقارنات عديدة بين حجم ما يصرف كميزانية سنوية لبعض المؤسسات التي لا تخدم من حيث الاولوية المواطن به وبين مايخصص من ميزانية لمؤسسات هو أحوج اليها وذات اهمية قصوى تتعامل مع متطلبات بقائه و حياته ، فمن خلال ما نشر ضمن التقرير السابق للمراجع العام ، و اعتمد هنا على ما اشار به احد المعارضين في تناوله له و كمثالا واحدا فقط هنا ان الحكومة تنفق على مجمع الفقه الاسلامي 1.288.000.000 في العام بينما تصرف على مشروعات المياه2.500.000.000
و تجد بجانب رئيس الجمهورية ونائبيه هنالك ثلاثة مساعدين له و14 مستشارا إضافة الى 15 من رؤساء اللجان هم اعضاء مجلس بالبرلمان المركزي بدرجة وزير و لا ننسى 450 عضو بالاضافة الى 50 اخرين من اعضاء مجلس تشريعي الولايات كل عضو منهم لايقل مرتبه مضافة اليه الحوافز عن اربعة ملايين من الجنيهات بالعملة الجديدة اي ما يعادل تقريبا راتب العضو فيه اكثر من اربعون الف جنيه استرليني في السودان!
مفروغ منه انه لايطالع هؤلاء المسؤليين الاخبار التي تتصدر الصحف اليومية سواء حول مصرع “15″ طفل جوعا بشرق جبل مرة وان سكانها اعربوا لصحفيين هنالك ان الجوع اكبر مهدد لهم اليوم من القتال او ان العطش يؤرق مواطني القضارف وغيرها التي هي اولى كقضايا تصرف فيها اموال نفس المواطن من الصرف على مجمع الفقه الاسلامي او غيرها من المؤسسات التي تبذر فيها اموال المواطن وحر ماله او حتى اتعاب وجودهم الكومبارسي مدعين تمثيله
فحقيقة البشير لم يخسر تحديه فقط هنا فقد خسر الوطن ومواطنه و لأشك انه سيخسر تحديه الاخير المتبقي؟ اذا مالم يصغي جيدا لغير مستشاريه الحاليين ويتخذ خطوات جادة باخضاع نفسه للمحاسبة اولا.
حاتم المدني*

×
Product added to cart

لا توجد منتجات في سلة المشتريات.