جزءاً عزيزاً من الوطن تركنا وبقيت عقلية العبيد المروح و (هيييع البلد بلدنا)؟

جزءاً عزيزاً من الوطن تركنا وبقيت عقلية العبيد المروح و (هيييع البلد بلدنا)؟
حاتم المدني نشر في حريات يوم 02 – 02 – 2011

رغم أن ما تبقى من عاطر ذكريات الجنوب التي إجتريتها اتحسر انفصاله مع أسرتي كانت عن لحظات رعب وهلع ذاكرا لهم منها حينها في طفولتنا كيف أيقظتنا والدتنا أطال الله عمرها ليلا وطلبت منا الاستخباء تحت مضاجعنا والتزام الصمت التام بعد ان اطفأت الانوار وأغلقت النوافذ وهي تمسح اركان الحديقة الغابية من خلف ثقب النافذ ببصرها في خوف واضح ، بعدها إلتفتت الى شقيقي الاكبر وطلبت منه العدو الى نادي الاغاريق الذي لم يكن على مبعدة من دارنا بأقصى مايستطيع لإبلاغ الوالد وزملائه أن بعض المتمردين قد إخترقوا المنطقة وهم الان في الحديقة الخلفية للمنزل كان ذلك في مدينة واو في أوج إحتدام معارك تمرد “الانانيا تو” في نهايات الستينات ، وقتها ان اسعفتني الذاكرة من خلال سرد اسرتي كانت مدينة واو تضم نخبة وشخصيات مرموقة من الاداريين مثال مجذوب الدامر الباشكاتب واعمامي في قيادات الجيش المرحوم الطيارالامين كاسباوي الذي قاد محاولة الإطاحة بالمخلوع نميري لاحقا وشقيقه قائد وقدوة الجيش السوداني المخضرم الحاج كاسباوي رئيس الحرس الجمهوري في فترة الديمقراطية السابقة وكانوا عادة مايتجمعون في الامسيات به وعلى عكس المرات العديدة التي كان يحدث فيها هذا الاختراق في المناطق المحيطة بنا ونسمع بضحاياه إلا ان والدي كان دائما لا يكترث كثيرا و كالعادة هذه المرة إنبرى يشرح لوالدتي أن الشخصين المسلحين الذي إخترقوا دفاعات الجيش ووصلوا الى قلب المدينة كانوا يتقصدون جارنا مدير البوسته الشمالي بسبب نزاع معهم حول مهر زواج بينه وبين قبيلتهم المتزوج منها!
ارتبطت هذه الحادثة ودهشتي حول ان يقامر متمردون بحياتهم ويخترقون دفاعات الجيش لا لقضية اكبر لهم من ثأر أسري حول مهر ودفوعات والدي وشرحه لعادات وتقاليد ارتبطت بذاكرتي وقدمت لي معرفة قيمة بإنسان الجنوب لاحقا خاصة بعد معرفتي بعادات وتقاليد الزواج بين القبائل الجنوبية ونزاعات المهر وغيرها من القضايا المرتبطة بالاعراف من خلال أشقائي الجنوبيين الذين تبناهم والدي رحمة الله عليه وكان بالنسبة الى مرجع اثق بكلمته وصديق صدوق لم ابلغ ضفاف غزير معرفته وكنت اعتقد خطأ ان دفاعه المستميت عن قضايا الجنوبيين نابع من ارتباطه بأبنائه الجنوبيين هؤلائ لذلك كنت دائما احاوره حولها متخيرا الاسلوب التحليلي العلمي الذي يفضله لخوض أي تناول مبتعدا قدر الامكان عن الانطباعية التي يدفع بها تلقائيا مجتمعنا القبلي في عقولنا وافضلها حينا لايصال رسالتي وكان يبغضها حتى لا اخيب ظنه او اغضبه ، وقد ظل هذا الحوار الراقي بيننا طوال حياته وكانت قضية إنسان الجنوب ومعاناته للتعايش مع قبائل السودان الاخرى هي المتجددة طوال تنقلاتي معه فيما بعد خلال الفترات التي قضيناها في دارفور ثم شرق السودان وشماله لان في كل تلك الفترات كان دائما بدارنا شباب جنوبيين وكانوا يحتكون بأهل المناطق التي كنا نقيم بها وكان يصر عليهم عدم الاكتراث والانتباه والى مواصلة تحصيلهم الدراسي وكان يعتبر ذلك عمل عملي ليربط بين مايقول وما يفعل فكثيرا ما يجيب محدثيه حول دعاوي ان الجنوبيين غير متعلمين لإدارة شأنهم بإجابة مبسطة انه من واجبنا وواجب الدولة تعليمهم وتشجيعهم سريعا حتى يديروا شأنهم ،ثم يردف لمحدثه أذا ما كان شمالي متسائلا هل ترضون ان يدير الجنوبيين دياركم وكل نواحي حياتكم وامركم بنفس الاستعلائية التي لا تريدون التنازل عنها ؟ لا بالطبع كنتم ستتمردون! ،ويضرب العديد من الامثلة بنجاح أبناء الزاندي المنقطع النظير في دواويين الخدمة الادارية بعد السودنة حيث لم يكن بالسودان جله وقتها اكثر من سبعة الف متعلم وكيف ارتقى ابناء الدينكا بكدهم الى مناصب جديرون بها في مؤسسات انضباطية كالجيش لكنهم جميعهم لم يساهموا في تعليم غيرهم وحقيقة بكل فخر قد قرن الكلمة بالفعل في وقت لم يكن اهل الشمال يعرفون شيئا عن الجنوب فعديد من أبنائه الجنوبيين تقلدوا فيما بعد هيئات تدريس علمية مرموقة عالميا ،من بينهم كان أول جنوبي يغترب خارج السودان وقتها الى دولة الامارات لحوجة الامارة الجديدة وبسبب تخصصه العلمي تخاطفته المؤسسات الدولية حتى انتهى به المقام بالولايات المتحدة ، وانقطعت مثل غيره اخباره عنه حتى انه كان ينسى أسمائهم عندما نتندر معه عن اين هم وماذا حل بهم، وهل جون قرنق هو نفسه جون قرنق الذي تركنا لتحصيل مذيد من التعليم العالي وماذا حل بخميس في الغزالة جاوزت؟ وغيرها من التلميحات التي كنا نرى انها قد تخفف عنه او تجعله يفتخر بما انجز.
وعندما سمعت في الاخبار طالب جنوبي صغير بالامس يصف شعوره بنتيجة الاستفتاء قائلا بإنشراح لأحد الصحفيين :”أنا سعيد جدا. تخيلوا أن تكون لدينا مدارس ولا خوف ولا حرب تخيلوا أن نشعر مثلما يشعر أي شعب اخر في بلده” .. نعم يمكنني ان أتخيل ما يرمي به هذا الناشيئ .. وما افتقدته أجيال من شعبه ونعم لهذا ذغردت نساء الجنوب بالامس وهن يستقبلن اخبار نتيجة الاستفتاء وصوتوا له بنسبة قاربت المئة في المئة بالانعتاق عن السودان والانعتاق من تلك العقلية التي لاترى فيهم سوى خدم منازل ولايروا فيهم سوى شماشة إن مروا بهم يتضورون جوعا في الطرقات وان تعلموا تقدموهم لأنهم أقل في المواطنة درجة فإن غضبوا نعتوهم بأنهم متمردين جاحدين وقاتلوهم على اساس انهم غير وطنيين وكفرة، هذه هي الحقيقة التي يتدثر خوفا منها ومن رسالتها أمثال العبيد المروح وغيره وانا أقرأ له مقال نشر قبل ساعة بسودانايل مدبج بأبيات الشعر الجاهلي العربي ومعسول الكلام حول ( ماذا يريد أهل جنوب السودان ؟ )
كأننا لم نكن ندري ماذا يريد اهل الجنوب محاولا تغطية الفشل في قبول السودان المتعدد الاعراق والفشل في معالجة القضايا الوطنية بعيدا عن التسيس والجهوية والمعتقد لينحوا بخطأهم التاريخي الذي سيظل سبة تلاحقهم بها الاجيال مدى العمر بطريقة المقال التسويقي مرة اخرى ليرمي بالمسببات في فشل غيره ويصور الامر وكأنه إنجاز ، إستخدامه للشعر العربي الجاهلي في دفوعاته وحده مخجل ولربما يسأله احدكم ان كان يتحدث ايتها لغة قبلية جنوبية ؟ وإن كانت الاجابة لا فهل يعرف على من يقع اللوم في عدم تعريفه بها؟ تخيل؟ وأسفاي ان كان الرجل هو نفس المروح مسؤل الانقاذ الاعلامي؟؟ هذا هو الفشل يمشي على رجليه ويريد ان يحلل مستقبل وهوية الدولة القادمة ،أعتذر للقارئ عن لهجة مقالي الشخصي الحادة ولكن حقيقة أن يأتي شخص متهم في شخصه بالمشاركة في تكميم افواه الشعب من خلال إنتمائه لنظام دكتاتوري وحتى هو نفسه معين بالوساطة والمحسوبية التنظيمية في مؤسسة عامة وبسبب مؤسسته المدجنة يقبع صحافيين أبرياء في سجون نظامه لمجرد كتابة رآي وهو يسبح بحمد نظام كمم أفواه مواطنه ، ثم بدون حياء يكتب عن “أنظمة القياس الديمقراطي الحديثة ،” من دون ان يرمش له طرف إنها حقيقة مهزلة ومأساة عقلية كما قلت تتحدث عن نفسها ،يدعوا الاحزاب السودانية الاخرى بعد ان يرميها بما لايملكه تنظيمه الى كلمة سواء حول هوية السودان القادم
ونظامه رفض التنازل عن مطالب شعب تركه بالامس!!
ولايفوت على القارئ توقيت مقالاتهم هذه فهل قرأ تاريخ الدولة القادمة في حدودها القديمة قبل انهيار الفونج؟ هذا هو المستقبل الذي ينتظركم ! عندما إنكفأت على نفسها وإقتتلت البطانات مع بعضها وحتى اليوم لايعرف فرد فيها أيا من السبعة عشر مانجلك هو الشيخ احمد عجيب الذي قتله حفيد ابن عمه بعد ان قتل هو ابيه في نزاعاتهم على السلطة وكما كان يقول لي ود المدني حفيده عندما اسأله لماذا لاتفتخر به وهو جدك مباشرة ينتسب له غيرك فيجيبني هؤلاء فاقدي هوية منكفئون على اوهام
فحقيقة هوية سودان المستقبل التي تختمر في عقلية هؤلاء لايتعدى محيطه الذي في مخيلتهم غير وهم بدأت تختلقه الانقاذ لتدغدق به وهم شريحة عنصرية ودينية متعصبة صغيرة لاتمثل حتى قطاع صغير من سكانه بعد ان دمرت تقاليده واعرافها هي الاخرى تحت حجج وبسطحية لاتضارعها فيها حتى التتر فسقطت حضارتهم الاصلية بسببهم من مصاف حضارات الامم لقاعها، ، ،
للأسف ناس “هييع” لايعرفون وطنهم لا عرقيا ولا جغرافيا ولادينيا لكن كثيرا منهم يتبجحون “البلد بلدنا” وهي الاخرى اشك انهم يعرفون قليل حتى من تاريخنا الذي ينتسبون له زوراٌ.

هل تحررت فلسطين لتصبح دولة؟

هل تحررت فلسطين لتصبح دولة؟
.. بقلم: حاتم المدني
الأربعاء, 21 أيلول/سبتمبر 2011 11:13

لا أفهم معنى ذهاب السلطة الفلسطينية نهاية الاسبوع الحالي الى الامم المتحدة للحصول على عضوية كاملة او حتى حصولها على اعتراف أخر رمزي برفع عضويتها في الجمعية العامة الى عضوية مراقب و الاراضي الفلسطينية لم تتحرر بعد؟
ولست كذلك من المتفائلين ان هذه الخطوة ستدفع بعملية السلام الى مرحلة أخرى فهي مازالت تراوح مكانها منذ أوسلوا ، وقد إحترت حول تصريح الملك الاردني بأن الاسرائليين أمام خيارين لا مناص منهما بالقبول ليكونوا جزءاً من الشرق الاوسط او شعب في قلعة تحتمي خلف جدارها!
لان خيار دولة إسرائيل الحقيقي وحلم نشؤها المطالبة بالتنازل عنه معروف للداني والقاصي ويعلمون جيداً أن أي خيارات أخرى بالنسبة لهم لن تكون بالبساطة التي طرحها ملك الأردن فالشرق الاوسط الان ليس الشرق الاوسط قبل ستون عاما، وحتى أن أرادت إسرائيل أن تكون جزءاً منه لن تجد مكانا لها به في المستقبل القريب مع تمدد اليمين المتطرف الديني الموازي والمشابه لتركيبتها في الدول المحيطة بها اليوم ، وهذا الواقع لايحتاج خبراء للتنبؤ بمستقبل المنطقة كساحة منازلة مرتقبة للتطرف الديني، فبالنسبة لقطاعات كبيرة متطرفة تمثل غالبية سكان إسرائيل القضية لهم ليست كما يشيعون أنها مخاوف حول الاستقرار والأمن بل أن إشاعة و تواصل عدم الشعور بالأمن هذا هو جزءا من نبوة ضمن معتقدهم ظلوا يترقبونها ويؤججونها وهي كذلك بالنسبة لأصدقائهم الذين يشاركونهم معتقداتهم الدينية ولاننسى معتقدات مشابهة يبشر بها خصومهم.
ومنطقيا ستتعامل إسرائيل مع هذه الخطوة بمنطق استثمارها في ذلك الاتجاه الذي من ضمنه حلمها بالتمدد الاستيطاني بالمنطقة الذي حُجم كثيرا في العقدين الماضيين ، واقله ستجد ذريعة جيدة من دون خوض أي حرب لإبتلاع معظم فلسطين عبر فرض الأمر الواقع مرة أخرى إن لم يكن مبرر جيد للاحتفاظ بالمستوطنات المحتلة والتوسع بضم مزيد منها واضفاء شرعية عليها، وهنالك قطاع واسع في إسرائيل يخطط بصوت عالي لابعد من هذا بخصوص توطين الفلسطينيين في الاردن وحسم وضع القدس بضمها بشقيها رسميا بقبول وإعتراف دولي ضمن أي حل شامل بعد عملية تفكيك وإعادة تركيب للدول المحيطة بها وهذا ليس إتهام لها بضلعوها في ما يجري في هذه الدول اليوم لكنه يصب في ما ابتغته سابقا.
وما قاله ميكائيل اورين، سفير اسرائيل في واشنطن (ان اسرائيل وقعت اتفاقات كثيرة مع السلطة الوطنية وليس مع حكومة فلسطين) هو تهديدا واضح بنية نقض الاتفاقات التي أتت بالسلطة الفلسطينية نفسها ، كما أن في هذا الوقت الدول العربية في أوهن وضع لها منذ تحررها من الفترة الاستعمارية سياسيا او عسكريا وجبهاتها الداخلية ممزقة كنتاج للثورات الشعبية الاخيرة التي سئمت حالة الترقب والانتظار هي الاخرى وتجربة عبد الناصر تعيد نفسها هنا فالتيارات الدينية لايعتمد عليها في الحرب او التصدي او الصمود مهما على زعيقها في الشوارع لإلهاب العامة فسيظل زعيقا كما ان خياراتها من دون عدة وعتاد معروفة ومحصورة في عمليات إرهابية منفردة لن تحسم معركة إن لم تطيل أمدها وتعقدها وتجلب خسائر اكثر من مكاسب ، وتبني رؤيتها سيكون خطأ فادح مشابه للسياسات الخاطئة التي تلت هزيمة عام67 كما ان اسلحة معركة التحرير تختلف اليوم تماما وتعتمد على كسب المجتمع الدولي لكن المجتمع الدولي الان متخوفا من هذه التيارات السلفية المتطرفة التي ظهرت لأنهم سيكونون شرارة تشعل حريقا صعب إطفائه ،وما حدث مؤخرا بسيناء لإظهار مصر امام المجتمع الدولي انها من نفضت يدها من عملية السلام يمكن لإسرائيل كذلك إستثماره ليصبح ذريعة تدفع بالمجتمع الدولي دفعا مرة أخرى للوقوف بجانبها كدولة مهددة وليس مهددة لغيرها وستستغله الاخيرة لتفرض من خلاله واقعا آخر جديدا على الفلسطينيين وكذلك الاردن وسوريا ولبنان ولن يكون بوسعهم مقاومته إذا ما دخلت إيران في الخط لتصبح الدول الغربية هنا مجبرة لمساندة إسرائيل فهل الدول العربية اليوم جاهزة لهذه الاحتمالات او حتى لها استعدادات لخوض حربا قصيرة او طويلة المدى ؟ قطعا لا.
رآي في هذا الوقت أن الكرة ستكون في معلب الدول العربية والسلطة الفلسطينية اذا ما تركوا إسرائيل تكسب هذه الجولة ليحصلوا على الوعود الزمنية المكررة لسبب بسيط فقد سئم المجتمع الدولي مثلهم كذلك من هذه الوعود الكثيرة التي تقدمها إسرائيل وحلفاؤها و لن يكون امام إسرائيل خيارات اخرى بعدها مثل ما حدث لجنوب افريقيا في فترة التفرقة العنصرية وستضعها في موقف محرج خارجياً وداخلياً خاصة وان القضية الفلسطينية كسبت مؤخرا قطاعات واسعة في مواطن أصدقاء إسرائيل في الغرب وحول العالم وعليها ان لاتخسر هذا المكسب لانها اصلا لن تكسب شيئ من هذه الجولة وان كسبت الاعتراف بأن تصبح ‘دولة افتراضية’.
وماذا بعد؟ هذ هي معضلة الموقف العربي والاسلامي لكن مايفوت عليهم ان إسرائيل كذلك مثلها مثل إيران او طالبان او السعودية يتحكم اليمين الديني المتطرف او المعتدل بتركيبتها وسياساتها بل إسرائيل أسواء في قضايا التفرقة العنصرية والدينية ومثل هذه الدول ستظل في مواجهة داخلية لحقب قادمة وعدوها الرئيسي سيكون هو الانفتاح العالمي ونزعة التحرر من هذه القيود التي تهب على العالم اليوم لذلك تحتاج هذه الدول الى مواجهات ومخاطر خارجية لتبرير إنغلاقها عن محيطها لانها لن تصمد منغلقة على نفسها للأبد ورهانها الوحيد بعد ثورات الربيع العربي ان تشغل هذه الديمقراطيات الوليدة شعوب المنطقة عنها عبر الصراعات السياسية الحزبية بها وهذا رهان خاسر هو الاخر لأن ذلك سيصاحب إنفتاح العرب مع العالم من حولهم ونهاية تلك الصورة الانطباعية التي بثتها آلتها الاعلامية عنهم كشعوب متوحشة غير حضارية نفس الشئ اذا ما حدث العكس وانفرط النظام وشاعت الفوضى في المنطقة كلاهما سيدخلها في مأزق لن يستطيع حساب مخارجه دهاقنة مفكريها او إعلامها.
*حاتم المدني

“عب الشايقية ” القاموس المخادع للدكتور الترابى فى مناهضة النعرات القبلية!


“عب الشايقية ” القاموس المخادع للدكتور الترابى فى مناهضة النعرات القبلية!

حاتم المدني نشر في سودانيزاونلاين يوم 02 – 09 – 2011

مهلا عزيزي القارئ, مع هذا الاحتقان السياسي والدرك الذي وصلنا اليه , تمهل ولا تهرع الى (جفير سكين ضراعك) ، (سفروقك )، سيفك ، (حربتك او كوكابك ) إن كنت تنتمى قبليا الى من أشرت في عنوان مقالي , أو ممن يبغض استخدام الكلمة لوضاعة مدلولها وتفاهة من يرددها إن كان متقصداً , مهما كان موقعه ودوافعه .
شاركت فى لقاء مع د.حسن الترابي نبهنا فى بدايته قائلا :”المجالس أمانات “!،وعندما إستفسرت ماذا يعني علمت أنه يقصد مصطلح الصحافيين “اوف ريكورد أي ليس للنشر”!. لايفوت على القارئ تذكرت ذلك بعد ترديد الترابي للنعوت التي سمعها في خلوته مع البشير، أيام صفاهم !
بالطبع مثل غيري استفزتنى النعوت العنصرية التى رددها الدكتور حسن عبدالله الترابي للمرة الثانية في مايدور بينه وبين الرئيس عمر البشير, من ضمنها نعوت عنصرية في سياقها العام للمعنى المعلوم لتلك الكلمات, خاصة لمن ليس لديه معرفة بمضمون معنى أخر لها عند استخدامها في وسط ثقافي اخر, وما ترمي اليه ،وهذا ليس دفاعا عن البشير وانما في الحقيقة ورودها من قبل د. حسن عبد الله الترابي أبرز لي أنه مثل غيره من المعلقين والقراء الذين ادلو بدلوهم في هذا الامر, قليل المعرفة بثقافة وتاريخ القبائل والمناطق التي يحاول الايحاء اليها، بإستخدام كلمات قد يراها البعض واضحة المعنى مشينة وهي ليست كذلك إلا عند إستخدامها من قبل من يتقصد معناها !، اما إستخدامها من قبل العامة بصورة عفوية فهي من جهل وترسبات ثقافية تتطلب التوعية والمحاربة ,وأشك كثيراٌ أن البشير رمى لذلك المعنى اوله دراية بمعناها الاخر ورمزيتها الحقيقية والله أعلم، وإختلافي مع الترابي هنا في طريقة ” القيل والقال ” للتصدي ومحاربة تلك الموروثات الثقافية العنصرية، و درءاٌ للفتنة اوضح ان هنالك إستخدامات رمزية معروفة بين قبائل تلك المناطق لها معاني غير ما ترمي له, وهي كثيرة لن اخوض بالتحديد في ما تفوه به ,لأنه قد يحيي ثقافات عنصرية نسعى ونتمنى اندثارها ، وللفائدة العامة للذين لايعرفون ثقافة بعض بطانات قبائل (الجعليين او الجاعلين) التي تنحو الى الاستعارة بالمدلول أكثر من الكلمة ،ساضرب المثال الذي إستخدمته في عنوان مقالي وحقيقة معناه لإرتباطه بالتناول.
مثال وصف “فلان” بانه “عب شايقية” وبالطبع هذا يثير امتعاض غير المدرك لمعنى الوصف وربما يعده نعت على شاكلة “جعلي – شايقي” او عرقي عنصري، لكن الحقيقة هو مدلول له عمق تاريخي مختلف إشتقته القبائل الشايقية في وصف من يخونون أهلهم وعشيرتهم, وأستخدمه أبناء عمومتهم الجعليين فيما بعد وكان ذلك خلال حملات الدفتردار الانتقامية التي كانت متجهة نحو ديار الجعليين للانتقام لمقتل اسماعيل باشا فتصدت لها القبائل الشايقية ودارت معاركهم البطولية المأثورة, وعندما عجز الاتراك عن هزيمتهم عرضوا على بعض بطاناتها الصلح مقابل إسترقاق محاربيها وضمهم لحملتهم في طريقهم للانتقام من الجعليين, بوعود بان يعتقوهم لاحقا بعد الحملة ويملكوهم ديارهم،فرفض اعيان قبائل الشايقية الاسترقاق،وارسلوا الى ابناء عمومتهم يصفون من انضموا للحملة بانهم أشخاص انتهازيين قبلوا لنفسهم الاسترقاق وهذا ليس من خصال القبيلة ان يكون منهم “عبيد شايقية” وفي مقولة اخرى انه بعد مجازر الجعليين وطردهم من مناطقهم شرقا ,اوفى الاتراك للجنود المسترقين بوعدهم وقاموا بعتقهم واعفائهم من الجندية وتمليك ديارالجعليين لمن حاربوا معهم فكان سكان المناطق التي شردت عند عودتهم لها بعد ثلاثين عاما بعد خروج الاتراك يتبرأون من انتهازيتهم وخصالهم بذلك النعت.
من المهم درء مثل هذه القضايا وعدم اسقاطها على الصراعات السياسية الراهنة فهى بمثابة اللعب بالنار فى مرحلة حساسة من تاريخنا ,وبصراحة يمكن باشعال عود ثقاب اثارة فتن قبلية قد تحول السودان كله الى رماد ,فسكان السودان عامة لايعرفون بعضهم البعض ولم يصلوا في أي وقت من الاوقات الى مرحلة الاسرة الواحدة وهو ما يسمى بالانصهار . اما حدود معرفتهم بتاريخ وثقافة وعادات وتقاليد الآخر بينهم, لاتتخطى منذ الازل, حدود ممالكهم القديمة وبطاناتهم القبلية والعرقية ,وللبعض لاتتخطى حدود أسرته الصغيرة , وهذا ليس بمستغرب او شاذ من واقع وتطور كل شعوب العالم , حيث تؤثر وتحجب المعرفة بالاخر والوصول الى موروثاته الثقافية والعادات والتقاليد المحلية من بؤرة لاخرى، وهي حقيقة لايتسع المجال هنا للتعمق فيها , ولم أجد سوى قلة فقط, في الفترات التي سبقت الاستقلال أفردت لها أبحاث لإعانة المهتمين بمعالجتها في المجتمع السوداني ، لكني لست هنا بصدد تحديد على من تقع مسؤلية توعيتهم أو إن شئت بصورة أدق متى نهتم بدراسات علمية عن واقعنا الاجتماعى والعودة الى جذور هويتنا , بدلا من رفع شعارات جوفاء عن مرحلة الجمهورية الثانية والنقاء العرقى بنسبة 98 فى المائة كما يقول صاحب الانتباهة, التى قطعا ستورثنا غفلة تقودنا الى الضياع الكامل .. هل نسينا الحصاد المر للمشروع الحضارى ؟

نعم ما حدث للسودانيين في ليبيا جريمة ووصمة عار

نعم ما حدث للسودانيين في ليبيا جريمة ووصمة عار
حاتم المدني نشر في سودانيات يوم 31 – 08 – 2011

مع إندلاع الثورة الليبية وحتى بعد خيار الثوار فيها منازلة نظامها بالسلاح لم تحسب الحكومة السودانية جيداٌ خطورة ما يجري او تعره ادنى إهتماما فقد كانت مرتعبة ومازالت من تمدد الثورات الشعبية نحوها بعد إنهيار دكتاتوريات مشابهة لنظامها القمعي الامني أما وزارة الخارجية فهي غارقة في الفوضى وفقدت سفاراتها اي إرتباط لها بالمجتمعات السودانية بالخارج بسبب تسيسها مع مجيئ الانقاذ ورفدها بفاقد تربوي غير مؤهل ولم تكن لها حسابات ومعادلات لحالات طوارئ للتصدي لمسؤلياتها الأساسية وهي سلامة مواطنيها ومصالحهم أينما كانوا بغض النظر عن وضعهم وتوجهاتهم ،ومثل ماحدث خلال الحرب العراقية الأولى عند إجتياح الكويت والثانية عند إجتياح بغداد دفع الثمن باهظا لسياساتها وتدخلاتها الخارجية المواطن السوداني المقيم في تلك الدول بجانب مواقفها الكثيرة المشينة نحوه مثل ما حدث خلال أحداث اللاجئين الذين تظاهروا في مصر التي لم نسمع بمحاسبة مرتكبيها او سعيها لمحاسبتهم بل بينات عن تواطؤها في تلك الاحداث، وما يحدث على الحدود المصرية الاسرائيلة من قتل للسودانيين بصورة تكررت كثيرا ،بل موقفها اتجاه ماحدث في ليبيا نفسها خلال أحداث منطقة الزاوية في وقت سابق وغيرها، فمؤسسات الدولة في حكومة البشير التى فشلت في التعامل مؤسسيا حتى في قضايا عدلية وجنائية رئيسها نفسه مطلوب القبض عليه بإتهامات ابادة من ضمنها إدعاءات عنصرية ، بكل أسف لاتفرق بين أوامر مستشاري (عصابات عصبيتها) الحاكمة السياسية الذين اصبحوا يديرونها فعليا ومسؤولية مؤسسات الدولة الأخلاقية والحقوقية إتجاه مواطنها وهذا ليس بمستغرب فنحن نتحدث عن دولة أبدينا رآينا فيها بصراحة من قبل أنها منهارة داخليا إداريا وسياسيا وقانونيا ومتخبطة خارجيا واتضح تماما بما لايدع مجالا للشك بعد فترة وجيزة انه تقودها قيادات منافع شخصية وعقائدية ومؤسسات شبابية إرتجالية وعقول خاوية متعصبة دينيا مزدرية لغيرها ضعيفة الوعي الوطني ،السياسي او حتى الانساني وهذا ليس حنقا وانما هو الواقع الذي إرتجينا من دون فائدة معالجته بالنصح في الماضي قبل الانهيار التام للدولة وتمزقها المتوقع.
ففي الوقت الذي هرعت فيه منذ اللحظات الاولى الدول الصديقة او المعادية لاي من طرفي الصراع في ليبيا الى نجدة مواطنها لأنه هو الاهم بالنسبة لها ومن اولويات مسؤلياتها اولا وأخيراً ، سواء من خلال التجهيز لعمليات إخلائهم وحتى عمليات إنزال عسكرية سرية إضطرارية لنجدتهم كما اقدمت عليه بعض الدول كان (المعينين بالمحسوبية) القابعين في وزارة الخارجية السودانية مشغولين في إستثمار القضية وإحراز مكاسب سياسية للتنظيم الديني العالمي او في سبيل صراعاتهم السياسية الداخلية لا كمؤسسة دولة سيادية ، وظلت تجلس على سرجين كعادتها دائما في أحرج اللحظات بين طمع وخوف وتجارة رخيصة في قضايا وطنية ومصيرية، فما علاقة تواجد حركة العدل والمساواة بليبيا بنصف مليون مواطن هنالك وحياتهم ومصالحهم كما اتحفتنا تصريحات السفارة هنالك؟! .
وقد تكشف هذا في وقت سابق وقتها من دون حياء بعد وقت قصير ضمن حفلة بزخ إحتفائية أعلنوا فيها نتائج مشروع إحصاء السودانيين في المهجر اعده احد مراكزهم لدراسات الهجرة بجهاز(المغربين) واقر فيه يومها نفس الامين العام له كرار التهامي ان هنالك 400,000 من السودانيين في ليبيا وتعد الجالية من أكبر الجاليات فيها وكان مدهشا ومقززا لنا بعدها بوقت قصير ان يحتفوا في الخرطوم وبوجود وزير الدولة بمجلس الوزراء ورئيس اللجنة الوزارية المشرفة علي عودة السودانيين من ليبيا أحمد كرمنو مهنئين بعضهم انهم تمكنوا من اجلاء 44 ألف شخص فقط من جملة من وصفهم بالمسجلين والراغبين في العودة الذين قال انه بلغ عددهم 45 ألف! كان هذا بعد ان وقع الفأس في الرأس ومناداة المستنجدين وتبرعات المنتفعين من دولارات الترحيل !! أي انهم محتفين باجلاء مايعادل عشرة في المئة فقط من تقديرات تعداد مواطنيهم هنالك وكانوا يعلمون تماما بعد أحداث الزاوية الشهيرة أن كثير من الليبيين لايفرقون بين الافارقة والسودانيين وببساطة كما حال العديد من الدول العربية التي تستشري بها العنصرية العرقية يبغضون السود بسبب سحنتهم وكمهاجرين كما أن العقيد الليبي اقدم على تجنيد الكثيرون منهم مستغلا وضعهم وحوجتهم بل وقسريا ليس لان لهم ولاء له وانما ببساطة وجدوا انفسهم في موقف لايملكون فيه وان اردوا قرارهم مجبرين غير مخيرين بين تسليمهم للموت على يد عسس الانقاذ او على يد جنده او معارضيه، وليس خافيا ان الحكومة لم تعترض في ذلك الوقت على ما اقدم عليه إن لم تكن قد شجعته بموقفها الممارئ والمداهن له ،كذلك كنا نتابع كيف كانت منهمكة في ارسال مناديبها سراً الى الدول الغربية عارضة بيع العقيد هو كذلك في سوق نخاستها مستفيدة من سمعتها الباهرة في خيانات العهود كما فعلت مع كارلوس وبن لادن وغيرهم ، وهذه المرة كان البيع على اساس ان لها “احصنة طروادة داخل النظام الليبي” !! وقد يندهش القارئ من هذه الاتهامات لكن هنالك حقائق لم يحين وقت تناولها، وهؤلاء ببساطة لا يضعون أدنى إعتبار لواجباتهم الاخلاقية اتجاه وطنهم و مواطنه وا سواء حتى من خلال حساباتهم الخاسرة دائما ، وقد كنا نتوقع على الاقل ان يصدر وقتها تحذير للقذافي بعدم الزج بمواطنها في صراعاته او الثوار بعدم التعرض لهم او أن تصدر بعد سيرك الدوحة عفو مؤقت او وقف لاطلاق النار لمواجهة هذه الطارئة ودعوتهم للوصول الى اماكن أمنة عبر الحدود المفتوحة حتى للذين اصلا لايأمنون الحكومة لكنهم أقدموا كالعادة الى جر مواطنهم ووطنهم الى تهلكة كما حدث في الجنوب ودارفور والعراق وتبني الارهاب وغيرها عبر تهليلات وتصريحات جوفاء غير مسؤولة وفتنة لايسعى لها شخص سوي دعك عن دولة ومسؤليين اتجاه ابناء جلدتهم ولم أكن أتوقع شخصيا من (برلمان الخج) وقتها ان يقدم على أكثر من مطالبات مخجلة بالمحاسبة على تلك التصريحات غير المسؤلة التي صدرت من الخارجية لكن بعضا منهم على الاقل برأوا زمتهم وأسمعوا صوتهم للعصابة الضالة الحاكمة فقد قالها واضحة وقتها رئيس كتلة المعارضة بالبرلمان اسماعيل فضل ان حديث الخارجية “اصطيادا في الماء العكر ويأتي في اطار المكايدة السياسية او تصفية حسابات الحكومة مع الحركات المسلحة التي عجزت عن اخضاعها عسكريا”وذهب الى أبعد من ذلك مذكرا لهم ان “الخارجية ستتحمل مسؤولية أية احداث او عنف يقع في مواجهة السودانيين وطالب ابناء دارفور لاتخاذ موقف واضح من التصريحات”.وللاسف الحركات المسلحة الدارفورية المشغولة بمأدبة الدوحة أسوأ الف مرة منهم.
الآن حان وقت تحمل هذه المسؤولية ومن واجبي ان اقول الحق فيها واضحا غير ملتبسٌ هنا بعد إطلاعي أمس على لقاء وزير الخارجية كرتي في بنغازي مع صحيفة الرآي العام المعنون ب!!(ليبيا فتحت)..وقوله: ما قدمناه لليبيين قطرة في محيط ما يجب ان نقوم به!! نعم بدون ادنى حياء؟! لكن الحقيقة أن ما قدمته حكومة كرتي لليبيين هو أرواح طاهرة بريئة من أبناء شعبنا ، وان عدد الذين سحلوا وعذبوا وقتلوا بدم بارد هنالك من المواطنيين السودانيين يعد بالاف ومازال الالاف تتكدس بهم منطقة الحدود مع تونس وكثيرون لم يتم حصرهم ومصيرهم اشارت لهم تقارير سابقة انهم كانوا يسجنونهم في كونتنرات شحن البضائع فى صحاريها في انتظار ابعادهم واكدته منظمات دولية مؤخرا وتتحمل حكومته المسؤولية التامة عن ارواحهم وضياع مستقبلهم وممتلكاتهم سواء بقهرهم مجبرين للتغرب عن ديارهم او ظنا من امير المجاهدين انه قد انتقم منهم مثلهم مثل أسرهم واهلهم الذين اهلكهم في اصقاع دارفور.
كذلك ان مصالح السودان الاستراتيجية كانت او القومية مع ليبيا تأتي اولوياتها بعد سلامة ومصالح مواطنيه وتنتزع لا تسرق وتستجدى فأن كانت الدولة السودانية تعلم ان القذافي كان طوال هذا الوقت خلف مشاكلها اليس من العار الان الاعتراف بان كل رحلات الخنوع والمساندة تلك كانت تتم مع علمها التام بهذه الحقائق ؟! ولايمكن قبول التبرير بأنها لم تكن تسعى لتستعدى نظام القذافي اذا كانت على علم وقتها انه مشارك في حرب ضدها فماذا كان سيضيرها غير خوفها على كراسي الحكم لا الوطن ومواطنه بل أشك ان يكون هنالك أي دارفوري الان تبقت به أدنى قناعة للبقاء ضمن دولة وصل به الحال الى ما هو فيه بها، اما محاولة الصاق تهمة فصل الجنوب بليبيا فهي نفس السذاجة التي طغت على عقول من أشباه كرتي عندما كانوا يهللون امريكا دنا عذابها لتجيش مليشياتهم ضد الجنوبيين فلم نسمع من كرتي وقتها ليبيا دنا عذابها عندما كان اميرهم فأي نقيض للشجاعة هذا؟
لقد تمزق هذا الوطن وسيشهد مزيد من التمزق بدفن الرؤوس في الرمال فهل من عاقل تبقى به؟.
*حاتم المدني
Hatim.Elmadani@Sudanair.org
نشر بتاريخ 31-08-2011

هييع.. سفارة لندن 1.6 مليون جنيه استرليني غرامات مرورية

هييع.. سفارة لندن 1.6 مليون جنيه استرليني غرامات مرورية
حاتم المدني نشر في يوم 06 – 06 – 2011

Hatim.Elmadani@Sudanair.org
ما أكثر القوائم المشينة التي يتربع إسم السودان بجدارة صدارتها،وما أكثر تلك الحميدة التي تتنافس الدول صدارتها والسودان يملأ القلب حسرة توهطه متذيلا قوائمها، هذه المرة حطت من أسمه وزجت به في معترك تجهل مضمونه سفارتنا بلندن وربما اجد لها عذرا اقبح من مسار السخرية حول عقلية بعض ممن ابتلينا بهم، فقد حظيت بالموقع السابع وتصدرت القائمة دول كالولايات المتحدة واليابان وروسيا ،ضمن الدول التي تهربت او رفضت دفع رسوم الاذدحام المرورية لاستخدام طرق وسط لندن التي اعتمدت منذ عام 2003 لفك اختناق حركة المرور بوسط العاصمة البريطانية ومحاربة التلوث البيئ الذي يسببه دخان عوادم العربات واشادت بها كل المؤسسات البيئية كمشاركة من المدينة اتجاه واجباتها نحو الكارثة المناخية المحدقة بالكرة الارضية بسبب اتساع ثقب الاوزون،وهي حوالي عشرة جنيهات استرلينية لليوم وتسجلها تلقائيا كاميرات مراقبة تقرأ ارقام السيارات بمجرد استخدام العربة للطرق وسط العاصمة،وفي حالة عدم الدفع للرسوم المرورية تتراكم كمخالفات مع غرامات اعلى ، وقد تعللت معظم سفارات هذه الدول بقوانيين جينيف حول وضعية البعثات الدبلوماسية رغم انها في نهاية الامر قضية بيئية صرفة والعديد من سفارات الدول فطنت لمضمون معتركها واستجابت للمشاركة ما عدا تلك التي اصلا لها مواقف واضحة ومصالح اقتصاديات صناعاتها الثقيلة تتضارب مع القضايا البيئية ،والشيئ المشين ان معظم هذه السفارات من ضمنها سفارتنا بلندن تقع في وسط العاصمة ولاتبتعد عن المؤسسات الحكومية التي تتعامل معها سوى امتار قليلة لايحتاج اي عاقل يعمل بها لعربة رباعية الدفع او حتى عجلة \”بسكيلته\” لقطعها ،وقد ضرب رئيس الوزراء البريطاني مثلا بنفسه ووزرائه بالتخلص من سياراتهم واستخدام \”البسكيلتات\” في انجاز عملهم كل يوم بين مرافق الدولة في نفس المنطقة، مقللين الانفاق على مؤسساتهم ومشاركين فعلا لاقولا في المساهمة في القضايا البيئية التي حسب مؤتمر المناخ الاخير سيدفع ثمنا فادح لها دول من ضمنها وطننا اكثر من اوروبا من حيث كوارث التصحر والجفاف او الفيضانات المتوقعة وغيرها نتيجة للارتفاع الحراري للكرة الارضية ،لكن يبدوا ان سفارتنا وموظفيها مثل حكومتهم يعاندون محبة في العناد لأ اكثر، فموقع السفارة المتفرد بوسط العاصمة البريطانية يجردهم عن اي سبب وجيه واحد لاستخدام سيارة لقطع امتار هنالك دعك عن تكلفة وقود وتأمينات ومرتبات سائقين وصيانة وغيرها سوى انها كسل موظفين واضح او كما يقول بسطاؤنا يتبخترون في \”فنطظة في الفارغة\” ممتطين عربات فارهة في تحدي لقوانيين شوارع دولة تدفع لهم اعانات من ضرائب مواطني نفس المدينة لإطعام او إنقاذ ضحايا كوارثهم البيئية والمناخية والمدهش ان تصل غراماتهم المرورية 1.6مليون جنيه استرليني ، وحتى ان تمنعت عن دفعها السفارة عنادا ستظل وصمة سخرية وعدم مراعاة او مسؤلية في صدر نياشين السودان الذي ترقى بكثرتها الى مشير مشار اليه في كل أمر مشين كمثال بفضلهم.
ورغم ان وجود اسم السودان هو الذي يحير في معترك تلك القائمة التي تتصدرها سفارة الولايات المتحدة الامريكية التي وصلت غراماتها غير المدفوعة الى5.29 £ مليون جنيه استرليني وتبعتها روسيا 4.41 £مليون الا ان لكل من ورد بها ومعظمها الدول الكبرى مواقف معاندة بسبب مصالح قومية استراتيجية معروفة حول قضايا التلوث البيئ لان معظم اقتصاديات تلك الدول الصناعية من المساهمين والمتسببين الرئيسيين في بث الغازات المدمرة التى ادت الى توسع ثقب الاوزون وتهدد مستقبل الحياة على الكرة الارضية وكنتيجة مباشرة لسياساتها المناخية تدفع دول مثال جنوب الصحراء الكبرى ومنها السودان ثمن باهظ من تصحر وفيضانات وتحولات مناخية مفاجئة ،وعلى تمام الدراية ان غايات هذه الخطوات التي ابتدرتها لندن بجانب الاحساس بالمسؤلية بين الافراد هي في النهاية ان تدفع هذه الدول في المستقبل تعويضات للمتضررين من سياساتها اتجاه البيئة وهو سبب ممانعتها وليس فاتورة لاتعني كثير لها ولن يكون للسودان جزء من المتلقين لهذه التعويضات لمواقف مثل موقف سفارتنا التي تجلس في مسطبة الفريق الخصم معجبة بمن يشاركها المقصورة عن جهل كما المشجع الساذج.
وقد اختار عمدة لندن بوريس جونسون والاعلام البريطاني المهتم بالقضايا المناخية والبيئية زيارة الرئيس الامريكي للمدينة مؤخرا للفت نظره لقضايا البيئة التي تتهرب منها ادارته حيث عرضت وسائله على واجهات صفحاتها ونشراتها في يوم الزيارة بشكل محرج سيارة الرئيس الامريكي الليموزين\”الوحش\” وكم تصرف من الغاز ومشاركة هذه السيارة فقط في التلوث البيئي بدقة وارقام تحسد فيها هدؤ وفطنة الاعلام البريطاني واختيار توقيت معركته ادخلت الرئيس اوباما وقائمة المتهربين من تلك الرسوم في \”ضفورهم\” ، وفجأة اكتشفوا ان \”القصة ما قصة قوانيين جينيف ووضع البعثات الدبلوماسية!\”، وانما قصة بيئة وتلوث وكسل دبلوماسيين ووجاهة في الفارغة ان لم يكن اهمية سياسات تهم مستقبل الارض التي يشاركون غيرهم العيش فيها.
لكن غباء منطق موظفي سفارتنا يبدوا كذلك يشاركهم فيه \”كاوبوي\”من موظفي السفارة الامريكية فعندما صرح عمدة مدينة لندن الشهير بردوده الساخرة اللاذعة إنه \”ناقش مع الرئيس أوباما خلال زيارته رفض السفارة الاميركية دفع قيمة رسوم الإزدحام المفروضة على سياراتها\”، انبرى له احد موظفيها بسذاجة لاتملك امامها سوى الامتعاض محاولا لخبطة الكيمان وقلب الموضوع بطريقة ناس \”هييع\”..من عينة\”لكن اسرائيل.. ما لكن\” على الطريقة الامريكية \”انجليكان-كاثوليك\” متسائلا \”لماذا لم يدفع بابا الفاتيكان بنديكتوس خلال زيارته للمدينة تلك الرسوم\”؟! ، فأتاه ردا قد يحتاج الى مرؤسيه في ادارة اوباما لشرحه وربما يحتاج اكثر من \”درس عصر لسفارتنا\” واة حاسبة لفهمه، وكان بمثابة نكتة الموسم للاعلام عندما اجابه جونسون: \”إن شوارعنا لم تكن مغلقة خلال زيارة الرئيس أوباما، ولذلك سيدفع موكبه رسوم الإزدحام ومن بينها سيارة الوحش، وعلى النقيض من بابا الفاتيكان بنديكتوس السادس عشر والذي لم نطالبه بتسديد رسوم الإزدحام حين زار لندن مؤخراً لأن جميع الطرق كانت مغلقة\”!.
لن اقترح لسفارتنا اللندنية استخدام البسكليتات مرعاة لجلاليبهم الناصعة البياض او استجلاب حمير لمشاويرهم فذلك سيكون من الصعوبة بقدر صعوبة إقناع موطننا البسيط ان الجالوص الذي استخدمناه في البناء على مر العقود كان مساهم رئيسي في الاحتباس الحراري وقضايا المناخ!، فقط ادعوهم عدم الزج باسم السودان مثل قياداتهم في معتركات يجهلون كوعهم من بوعهم فيها.
*حاتم المدني

بينما تسهر جوبا على أنغام بروفات نشيد الإستقلال .. بقلم: حاتم المدني

بينما تسهر جوبا على أنغام بروفات نشيد الإستقلال

السبت, 13 تشرين2/نوفمبر 2010 08:11

سوف تكون هناك فترة انتقالية مدتها ستة أشهر بعد إعلان نتيجة الإستفتاء وحتى 9 يوليو2011 للتحضير لإنشاء مؤسسات الدولة الجديدة الرسمية اذا صوت سكانه لخيار الانفصال من أجل إعلان استقلالهم رسميا، ومن المتوقع أن يسارع المجتمع الدولي لمساعدتهم في فترة الشهور الاولى القادمة كذلك طبيعيا متوقع أن تنشغل قطاعات السكان به ومؤسسات الاقليم بهذا الحدث في تلك الفترة ، لكن هنالك بجانب التحديات الهائلة التي سيواجهونها مستقبلا لبناء مؤسسات دولتهم الجديدة هنالك قضايا آنية عاجلة حاليا تناقلتها الاخبار دفعتني لكتابة هذه السطور ، أكثر خطورة ستهدد حياة قطاعات كبيرة من مواطنيه وربما تئد هذا الحلم وتشكل نواة لمتاعب كثيرة ستضيع إن لم يتم التصدي لها بصورة عاجلة سنوات اخرى من مستقبل مواطنه.
فخلال الاسبوع الماضي في بيان مستعجل من الهيئة الدولية للاجئين اوضحت فيه أن ما يقرب من 5000 من اللاجئين السودانيين من مواطني الجنوب وصلوا الى كينيا فقط خلال الشهر الماضي طالبين اللجوء بها وهو عدد ضخم غير متوقع وحسب مراقبين هنالك ، ان اعداد اكبر بكثير بدأت تلحق بهم هذه الايام ، وخطورة ذلك تكمن في أن هذا النزوح الكبير المفاجئ لم يتم الاستعداد له او حتى تهيئة معسكرات لهم خاصة وان الفترة الماضية بعد توقيع الاتفاقية شهدت عودة معظم سكان المعسكرات بها الى الجنوب وقد قدر وقتها الذين عادوا بمليون ونصف نسمة وتم إغلاق معظم هذه المأوي.
ورغم خطورة هذا النزوح المفاجئ وبهذه الاعداد الغفيرة الا أن الاسباب من ورائها غير واضحة حتى الان حيث أبدت غالبيتها هلع وخوف واضح من إندلاع قتال جديد بسبب الإستفتاء القادم ، المأساة الاخرى في نفس الوقت اتت من اتجاه معاكس فهنالك اعداد ضخمة بدأت في النزوح من جهة دارفور ومناطق كردفان والشرق باتجاه الجنوب و يمكن تصور هذه الاعداد الضخمة العائدة اذا ما قارنا وصول 6000 في الشهر الماضي فقط من الخرطوم وحدها لولاية الوحدة وثلاثون الف أخرون منهم دعتهم الحركة بالتوجه نحو مناطق ابيي ضمن برنامج الحركة الذي دعت فيه مواطنها “للعودة الى للوطن” للمشاركة في استفتاء يناير متخوفة من التلاعب باصواتهم من قبل النظام في الخرطوم لكن الحركة تجاهلت التخطيط الجيد و مخاطر معروفة واضحة سيدفع مواطنها حياته بسببها ، لأنها حتى و أن كانت تتوقع ان العدد الذي سيستجيب لهذا في الخمسين يوما القادمة حسب تقديرات مسؤلييها ربما يصل الى 1500000 فقط فهذا في حد نفسه عدد غير واقعي وصعب التعامل معه مهما كانت إمكانيات اي دولة دعك من الجنوب من حيث إستقبالهم وتوفير اساسيات الحياة لهم في فترة وجيزة وهذه في حد ذاتها كارثة بكل ما تحمل الكلمة من معنى تتحمل الحركة دون غيرها مسؤليتها لانها تتوقع ان يشرف المجتمع الدولي على قضايا مواطنيها كما في اوقات الحروب وغير مدركة لعواقب ذلك.
عليه يجب الاسراع بالتحضير لاسواء السيناريوهات رغم ضيق الوقت المتبقي الذي يريدون التمسك به.
لأن من الواجب عاجلا الان كذلك حماية هؤلاء العائدين والاهم النازحين منه خاصة الذين اختاروا النزوح على اقدامهم باتجاه الحدود الغربية الجنوبية مع مواشيهم لخطورة الوضع هنالك حاليا وربما يكون مفيدا ان يكرر المسؤلين الحكوميين في الحركة الشعبية والحكومة الحالية في الشمال عبر كل وسائل الاعلام المتاحة نداءاتهم بصورة مسموعة ومطمئنة للمواطنيين في الاطراف بأنه لن يسمحوا بإندلاع اي صراع مسلح بينهم او صراع قبلي من دون مواربة لأن عدم الوضوح والتهديدات المبطنة غير المسؤلة من ” فيلات” جوبا والخرطوم الوثيرة وحاناتها وجوامعها هو الذي خلق هذا الجو من عدم الاستقرار والافضل تحديد فترة زمنية مطمئنة والاسراع في مناشدة المجتمع الدولي للمساعدة العاجلة وأخص ندائي هنا للاطراف الجنوبية خاصة لأسباب معلومة منها التخوف من حرب قبلية بدأت معالمها تظهر واضحة وتؤجج لها أطراف كذلك معروفة من المتطرفين في كل منها كما حدث في الماضي وهو نفس ما ابداه هؤلاء النازحون الذين هم ادرى بحقيقة الاوضاع التي يروونها ، بالطبع عدم التخطيط في الفترة الماضية لإستيعاب العائدين من دول الجوار او حاليا من الشمال حيث وجد معظم العائدين اراضيهم ومساكنهم قد احتلها غيرهم من القبائل المعادية لهم المجاورة كذلك حسب المسؤلين الجنوبيين ان هنالك هجرات من مواطني الدول المجاورة باعداد كبيرة في الفترة الماضية للجنوب ، سيكون تلقائيا مع وصول القادمين من مواطنيه احتكاكات تحتاج الى مرور زمن كافي ليتعايش هؤلاء العائدين ويتأقلموا مع وضعهم الجديد، والتخوف الحقيقي هنا من ان النزاعات في الجنوب دائما رغم اسبابها الواهية عندما تنطلق شرارتها تتحول الى صراع دموي في وقت وجيز يصعب السيطرة عليه ليدفع مواطنه البسيط ارواحا نفيسة بسببها ، على الرغم من ان كل هذه قضايا معلومة لأطراف الاتفاقية طوال الفترة الماضية لتلافي ما هو متوقع لكنها الان مسؤولية الحركة وحدها والاطراف الجنوبية الاخرى في إطار هذه الاتفاقية المأساة
هنالك كارثة اخرى ليست بيد اي طرف لكنه التوقيت لسوء الطالع حيث اصدر كذلك الهلال الأحمر السوداني نداء طوارئ 2.4 لمبلغ مليون دولار يحتاجها عاجلا لإنقاذ 50000شخصا الشهر الماضي بسبب سيول وفيضانات اجتاحت المناطق الجنوبية وتتوقع ارصادات المناخ موسم من الفيضات والتي ضربت حاليا الجزء الغربي من البلاد وهي كذلك للاسف لم تجد الاهتمام الكافي من الاعلام لأنه لم يربط فيه بين مايجري الان وماذكرناه حول العودة الطوعية وبين اضافة ماساة اخرى لها ، ومن الواضح أن معظم هؤلاء الناس سوف يجدون انفسهم محصورون في مناطق يصعب التحرك منها او وصول امدادات لها في الفترة القادمة.
—.
على الرغم من ذلك يجب ان يعي الجميع ان إستفتاء الجنوب قضية تخص مواطنه وحده و في الشمال يجب ان لا نخلط بينها وبين هذه المخاطر التي تهدد حياة مواطنه ، ولانه في الوقت الحالي حتى وأن صدرت تصريحات مخلصة مطمئنة من أي فرد في هذه الحكومة لن يثق بها مواطنه في الشمال او الجنوب او في الحقيقة اي مواطن سوداني حاليا بسبب ما اعلنوه عن مخططات عنصرية بغيضة ومحاولة نفيها ثم تكرارها وفيه نجد العذر للمواطن الجنوبي والشمالي في عدم تصديق اي ما يصدر منهم وهنا من المستحسن ان تقدم قيادات المعارضة بكل فئاتها ضمانات الى كل من سلفاكير ومشار ليعلنا للجنوبيين نيابة عن جميع افراد الشعب السوداني ان حياة المواطن الجنوبي في الشمال والجنوب لن تتعرض للخطر او يتعرض افراده لمضايقات بسبب نتيجة الاستفتاء القادمة وسيكون لديه متسع من الوقت لتدبير مستقبل حياته والاختيار بين العودة الى الجنوب او البقاء في الشمال .
من ناحية رآي ومبدأ معلن من جهتي ومعارضتي الواضحة لبعض ماتضمنته هذه الاتفاقية وأعتقد انه يشاركني فيه كثيرون من الوطنيين الجنوبيين والشماليين الا انه لايمكننا الان ان نجتر الماضي فله وقت حسابه بقدر ما هو مهم الان ان نتفاكر عن غدا، فالذين وقعوا هذه الاتفاقية في رآي سذج إعتقدوا انهم قد حقنوا الدماء بين ابناء هذه الامة ولو كان الامر بهذه السهولة لأقدمت عليه كل الحكومات السابقة للاسف لايدرون انهم سلموا جزءا عزيز من وطنهم ليشتروا سلطان وسلطة لن تدوم مقابل بيع وطنهم الى مؤسسات مالية لاترى فيه سوى ثرواته وخيرات ارضه وهذا ليس تجني على حقوق مشروعة لمواطني الاقليم فالذين وقعوا هذه الاتفاقية هم في الاساس سبب هذا النزاع وحتى الان لا يعرفون حقيقة اساسية ان الجنوبي اوعى بكثير ويعرف هذه المطامع جيدا سواء من الاجنبي ام من دهاقنة النظام كما يعرفون الاعيب قيادات حركة المرافعين وهم اكثر عزة بارضهم وعبر التاريخ لم يخنعوا لأي مستعمر اجنبي او فاسد من قبائلهم وانا واثق ان من بينهم من سيحمون خيراتهم وارضهم افضل من اي حكومة مرت في تاريخنا بل اضيف على ذلك ان كل الجنوبيين يحبون السودان الكبير اكثر بكثير من الذين يمضغون ويلوكون معاني الوحدة ويبصقون في رياء على الانفصال.

حاتم المدني*

لا تهمنا “البردعة” او “الرفس” فاليقف امام العدالة او يبرطع عائراً الى لاهاي

لا تهمنا “البردعة” او “الرفس” فاليقف امام العدالة او يبرطع عائراً الى لاهاي
02-11-2010, 03:37 PM

أمر مفروق منه ومتفق عليه ان العدل والقصاص وأهمية إقامتهما نابع من كونها قيم ومبادئي سامية تصبو إلى تحقيقها كل القوانين والنظم الإنسانية ؛ او كونه عماد الحكم العادل في المجتمعات التى تدفع به وتؤمن محقة انها السبيل الوحيد لخلق مجتمع مستقر متحضر؛ وبالتالي تجعل من تأسيس اساس ثابت صلباً مستقيماً غير مائلُ له خطوتها الاولى لبناء مجتمعها ؛بل وأجب على أفراد أي مجتمع يتطلع الى أمن وسلام مُشاع بين ربوع ديارهم وحكم عادل ينظم حياتهم أن يتدافعوا على التثقيف به وإشاعته ومراقبة طهارة مؤسساته المُنِصفة والحقوقية؛ ونجاحهم في هذا يعد مقياس في مابعد لشرعية السلطه السياسية والادارية التي يتطلعون لها وممارستها, وتعاملها معهم كمواطنيين تعي تماما أنهم من أتوا بها لتخدم تطلعاتهم و لتنصف فيما بينهم وتحفظ حقوقهم بنفس المعايير العدلية التي أقروها إجماعاً.
وكذلك للدولة نفسها يعتبر إحترام هذه الحقوق وصونها مصداق لها امام مجتمعها اولا وبالتالي بين المجتمعات البشرية و الاسره الدوليه ومقياسا كذلك لشرعية الحكم فيها , وتبنى على أساسها ثقة المتعاملين معها ومدى صدق عهودها والتزاماتها نحوهم.
وبدون مقدمة أخرى عن حقائق لايخُتلف عليها ؛ جمعاُ ندري أن ماساة السودان الحديث مرتبطة تماما بتاريخ إنهيار المؤسسة العدلية المثمثلة في وزارة العدل والجهاز القضائي به ، بسبب تدخل السلطة السياسية والتنفيذية كما هو حال مؤسسات الدولة الاخرى من أجل أن تُعطي سلطات مطلقة لمنسوبيها او مناصب لغير الجديرين بريادتها او المؤهلين لها او لمصادرة حريات الأفراد وبالتالي تسيست المؤسسة العدلية وتدني مستوى أدائها وفقدت مصداقيتها .
وتجب الاشارة الى أن قوانيين السودان العدلية كانت قبل سلسلة التعديلات الارتجالية المتتالية التي شهدتها البلاد تشدد في ان التدخل في عمل القضاء أو في شؤون العدالة جريمة يعاقب عليها القانون،ولا تسقط الدعوى فيها بالتقادم ، وبالتالي تحت طائلة القوانيين التي سنتها برلماناته المنتخبة ديمقراطيا تجد العديد من السياسيين الذين تقلدوا مهام تنفيذية في الحقب الشمولية وتدخلوا في شئون السودان العدلية او عدلوا نظامه القانوني من دون تفويض من شعبه بتمرير قوانيين تمثل نظم عسكرية ، اوفئة او نخبة او معتقد ، هؤلاء يجب ان يمثلوا امام طائلة العدالة عاجلا أم آجلاً بما فيها بجانب السياسيين عديدين من ممتهني العمل العدلي والقانوني اليوم وسابقاً .
ولايفوت على القارئ أن تطبيق العدل ببسط قوانينه دون تدخل أو وصاية من السلطة على القضاة فيه ليس مقتصر على تطبيق العدل في قاعات المحاكم والفصل فيه وأن المحكمة هى أدنى مستويات القضاء, لأن التماس العدل والاحساس بشيوعه من قبل المواطن يومياً في تعامله مع أليات تطبيقه يفترض ان ينبثق من قناعة لديه أنها تخضع للسلطة القضائية المباشرة بدون قسر أو القوة, وهي أول مراحل العدل ولا تتم الا بالالتزام المجرد من قبل القائمين عليه بتطبيق القانون اولا وإدراكهم أنه سيطبق عليهم انفسهم وتعاملاتهم وبالتالي الحياد سيكون هو سنام مهنتهم ؛ فعدم نزاهة أفراد الشرطة اوالمخابرات والبوليس السري او المليشيات المستحدثة من قبل سلطة غير قانونية بسبب أنتمائهم لسلطاتها التنفيذية كما يحدث اليوم ، عاكسة غير آبهة للمواطن للأسف طابعها الاستبدادي ونزعتها الشمولية يعد عدم وعى منها بمهامها وحقيقة أن المواطن هو مخدمها وليس أجير لديها؛ نفس الشيئ ما يواجهه المواطن في تعامله مع السلطة المدنية التابعة لها دون ادنى قناعة لديه أن جميعها مستقل خاضع للجهاز القضائي وأن الاخير خاضع لنظام عدلي شارك في سن قوانينه بكامل حريته ليحفظ حقوقه ويحميه لا ليسلبه امانه ؛ لان خللا مهما صغر امره هنا وهنالك يهز معاني العدل والاستقرار في كل شئون الحياة لدي المواطن و فقدان تلك القناعة في التعامل اليومي سيضعضع ثقة هذا المواطن بأمن نفسه ونزاهة كل ما يحيط به هو الاخر وبل مستقبله ويؤصل تلقائياً لخلل في تعامله والتزاماته نحو مجتمعه ودولته وبالتالي سيساهم في عدم ثقته بمؤسساته التنفيذية ككل بسبب سلب قراره هذا من قِبلها وحقوقه ، ويدفع بطريقة مباشرة التسلسل الطبيعي هذا نحو أنهيار وتفسخ النواة الاجتماعية حوله و نحو في اندثار تقاليده وقيمه ومن ثم أعراف المجتمع الذي هو جزء منه وبالتالي دولته؛ وتجد أن عدم حفظ العدل والحقوق الذي تهاون فيه في بداية الامر فرد مستهتر واحد من الجيش او الشرطة او الامن من الجهاز التنفيذي دون وعي او التزام بأهميته تجده قد ساهم في نشر الفساد والظلم بصورة مباشرة الى محيط اوسع وبالتالي يعد التقصير هنا جنحة جنائية لايستخف بها لانها اسهام مباشر في إنهيار المجتمع بأكمله ؛ لهذا السبب ولخطورة تقصير القائمين على بسط القانون تحديدا تغلظ القوانيين العدلية في معاقبة من هم على سدة الجهاز التنفيذي من أعلى هرمه الى ادناه.
الحقيقة التي لاتغيب كذلك وإن غاب الثبات على المبادئ لدى البعض والتناول تجزيئا لها من حيث يرتأون ؛ هي مساواة الناس أمام القانون والقضاء فيه وأهمية ذلك لاتستحق توضيح هنا كذلك كما أن الجهل بالقانون دزليا كان ام محليا ليس دفع حتى وإن كان الفرد غريباً عن الديار المطبقة به او مسافراً عابراٌ لها.
وقد تناولت خطورة الخروقات اوالاستهتار اوالمساومة في مبادئ عدلية لاتحتمل رآيين من قبل كثيرا ؛ وكمثال مرتبط هنا بلب الموضوع حول الاستخفاف بالقانون في وطننا في ابسط امثلته ؛ قد أشرت قبل أعوام لانتعال السودانيين وتباهيهم بلبس نوع من الاحذية او المركوب المصنع من جلد النمر المعرض للإنقراض والتباهي به على الرغم من أنهم بذلك يخالفون صراحةً القانون بدولتهم ؛ هنا لاتهم التعليلات أن كان ذلك جهل بالقانون ام اذدراء به ؛ لكن غض المؤسسة التنفيذية طرفها عنه او تكاسلها من أن تسعى لتجعل من محاكمة بعضهم مثال لزجر الاخريين وتنبيههم لمخالفتهم للقانون هو المؤسف وينبئ بمدى عدم إنضباطها.
وكانت لطمة لقيم ومبادئي القانون والدولة إن لم تكن مأساة بغيضة عندما ظهر رئيس الدولة وهو هنا أعلى هرم السلطة التنفيذية منتعلا هو كذلك جلد الحيوان المنقرض؛ وقد أشرت الى أنه بجانب ارتكابه جريمة جنائية بفعله هذا وضرب منه بعرض الحائط بالتزاماته بالعهود والمواثيق الوطنية و الدولية الموقع عليها؛ هي ان خرقه للقانون هذا ليس من صغائر الامور فله أبعاد أكبر بكثير عن كونه جرم جنائي او استخفاف بالامر لأنه يشيع بين مواطنيه عدم الاكتراث إن لم يكن الانضباط في دولته التي من المفترض انه قدوة لها؛ كذلك عندما أقدم بصك براءة ساحة وزير لديه متهما من قبل متظلمين من شعبه في دارفور وأخر من شعبه في شماله فاصلا في الامر خصماً وحكماً نيابة عن مؤساسته العدلية وساحات التقاضي بها.
وكما مثال الموظف او الشرطي وما تسببه أخطائه معتقدا انه بعيد عن أعين من يحاسبه و قد إختلى بمواطن مسلوب الارادة واعمل فيه تصرفاته غير النزيهة او عدم تطبيقه للقانون بحزافيره ممتثلا بمهنته قد ساهم دون ان يدري في تسلسل انهيار مجتمعه تجد بالنسبة لرئيس الدولة تكون المأساة هنا أضعاف ذلك؛ وهذا بعض من قليل من الامثلة القبيحة التي بسبب تكاثرها لم نعد نعي كشعب هل تطبعنا بخلق الظالمين منا ام جاريناهم بجعل الافلات عن يد العدالة أمر ممكن وعاد الاتيان باعذار واهنة أقبح من الذنب واللغط النفاقي الجدلي في مسلمات مفترض هي مبادئنا نبتريه لاشعورياً فقط للغلبة الأنية في الجدل والرغي وهي أشبه بدفوعات الزور ولاشك أنها عادت جزء من نخاع صديئ لدى البعض.
وإن كانت هذه لطمة مركوب واهية في جريمته التي تستوجب السجن او الغرامة المادية في دولته وبالقانون الذي سناه لنفسه فتأمل ما نقل عنه قولا أنه دعى جنده بقتل الاسرى ؛فهو مثال صارخ في الجرم بجانب عدم الالتزام مجاهرةً كذلك بالمبادئ متحديا القانون والعدل والمواثيق الدولية الموقع عليها حول أسرى الحرب ناهيك عن الاخلاق الدينية والاعراف السماوية الواضحة حول معاملة الاسرى؛ ولعل البعض يفتي أمره في ما أقدم عليه من يشار اليه برمز الدولة في صغائر معاني سيادتها قبل ان يضحى حارقا لبخور معبد السلطان عندما يسهب في الافتاء على من يجب القصاص ومن بسخف اللغو معفى عنه.
وقد يطول السرد حول العديد من الامثلة الواضحة خرقاً للقوانيين والاعراف من قبل حاشيته ممن من تربعوا دون وجه حق على واجهة مؤسسات الدولة التنفيذية التي تضعهم في خانة من أفسدوا في الارض خاصة التطاول على دار اموال المواطنيين فهذه تهمتها والرمي بها لا تدارى او يدعى البعض انه صعب استقصائها بل تستوجب الشروع فوراٌ في تقصيها هرعاً بأمرا واضحاُ وجدية من الدولة حتى يتضح الحق حولها ؛ حتى وان كانت التهم همساُ عن غير بينة؛دعك وما شٌهر به علناً حول عمارات كافوري وصفقات شيوخ الظلام من الخليج ويخت وفلل الرئاسة ومممتلكات شيوخ بترول سكان خيم العراء ومستهبلي خردة حديد مشروع الجزيرة التي أعتقد جازما انهم لايدرون قيمتها النقدية وناس خلوها مستورة وغيرها؛ فأن كانت المبادئ ضربت والوعيد بالعقاب فيها غلظ بعضا يدعوا الثابت على مبادئه بقطع يد فلذة كبدك واحب الناس اليك ان تطاول عليها؛ فالقانون كذلك واضح امامها ؛حتى لانعود امة إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد ، وبالتالي من غضوا النظر عنها او كتموا الشهادة فيها او شاركوا في سلبها مباشرة او معنوياً يجب أن لايفلتوا عن يد العدالة طال الزمن ام قصر.
أنه من مبادئ الاخلاق وكذلك العدل والمسئولية الفرديه اتجاه احقاق الحق ومساندة مساره؛ عدم كتمان الشهادة او إخفاء الحقائق حتى وإن كان الفرد غير معني ومسار القضية المطروحة لكنه شهد وقائعها او على علم ببينة تثقل ميزان العدل في أي الجهتين فإن إختار أن يكون شيطان أخرص ” تحت أيا من هذه الابتزازات العاطفية والقبلية وغيرها” سيقع ظلما كبيراً ببريئ وإثم يتحمل هو وزره الاخلاقي ككاتم لتلك الشهادة؛ والقانون واضح يعاقب هذه الحالات ويساوي بينها ومرتكب الجنح.
وان لم يكن يدري بحثيثياتها فاليدعو الى اقامة العدل والقصاص فيها حتى يظهر الحق جليا حولها، لذك الذين إنبروا بعد مآسي دارفور وقرار المحكمة الجنائية الدولية يدفعون بدفوعات السيادة الوطنية والعاطفة القبلية والانتماء التنظيمي و يرمون بانها لاتعدوا سوى مؤامرات خارجية وهو دفع عاد شماعة لكل تقصير وجرم لهم حتى لايتم احقاق الحق والعدل او تناسيه، هؤلاء تجد دفوعاتهم واهية مشينة اخلاقياً وجلها باطلة إلتفافية ؛ بل أجده مقززاُ مثير للإشمئزاز عندما ينبري البعض بخلفية خاصة سياسية او قبلية عاطفية باطنها الدفاع عن من يصورونه باطلا رمز الدولة وسيادتها وهو الذي فض مجلس سيادتها التي اختارته طوعا وشورى، ولا يدري أي منهم معني مفردة سيادة الدولة ومن يمثلها رمزاً ولا يتطلب امر بحث مشتقات ومصطلحات سيادة الدولة او رمزها التي يستخدمونا كثير عناء في معارف قواميس القوانيين الدولية لان إستخدامها في شخبطة الذي يخطون به ليدفعوا في الامر يناقض ما يرمون له بل يثبت الإدعاء حوله، إنها ضحالة الوعي عندما يأتي من غيرهم نفاقاُ ولغوا بيظنطي وهم يدرون في نهاية الامر وخلاصته انه افلت من عقاب مركوب امام مؤسسته العدلية ويدرون انه لن يمثل امام العدل وزمرته قناعة به او طوعاً ؛ بل المؤسف أنه عندما حدثت قصة المركوب التي عدها البعض تافهة هذه لحسن العِبر كانت مباشرة بعد ايام قليلة من تصريح او وعيد اصدره حينها وزير داخليته توعد فيه وكما طلاقاته الشهيرة عن خيار”باطن الارض عن ظاهرها” بمعاقبة من يخرقون قوانيين الصيد والحيوانات البرية والاتجار فيها! دعك وقتل مئات الالاف وتشريد وايتام ملايين؛ فعندما يشرع الجند في معاقبة قرية مسلمة ومسالمة بكاملها حرقا وترويعا واغتصاب وسبي لنساؤها لذل رجالها او تعطشاً جنسي منهم لا لسبب الا لأن صبية متفلته منها او مغبونيين يمثلونها اجرموا وهربوا ليندسوا بين صفوف الابرياء من أهلها كما تقول الاتهامات والادعاء فهذا يعتبر عقاب جماعي تتحمل مسئوليته قمة الهرم المؤتمرة الجند بأمره.
وعندما تصرخ من تلك القرى أم والدة بالغة من العمر للملأ أمام إبنها وأعين مجتمعها أن عرضها هتك أمام بصره وأهلها؛ او أخت أمام شقيقها وأبيها او مرضعة توصف كيف سحل وليدها لإهتزت السموات والارض غضباُ دعك من المجتمع الدولي. فما بال هذه القلوب المتحجرة التي تهرع دون خجل في دفع الامر عن مرؤسيها؛ او تدعي ضمن نفاقها او جدالها بانها تسلم وتتفق معنا باهمية العدل و تقر بالظلم الذي وقع في دارفور او غيرها ثم يعودون دون حياء عندما يخلوا الى هرجهم ليتبعونها “ببلى -لكن إسرائيل-توني بلير-بوش — هذا وذاك- وربما أمريكا- وأشك وأظن… وغيرها ” فلاهي فئة شاهدة علي الجرم لتدفع به عنهم ولاهي القضاة فيه لتنصف ايا من اطرافه ؛ ولا اريد أن أجزم انه لو كانت تلك المظلومة او المظلوم أم او اخت او والد اي منهم لاختلف الامر؛ فأي دفوعات تقبل من أمثالهم تمنع اي شخص مفترض ان له قيم ومبادئ وأخلاق بعدم الوقوف مع احقاق العدل والقصاص فيه.
أين هو ‘منطق ألاخلاق’ عندما تساعد دفوعات البعض هنا متهمون في الإفلات من العقاب؟ اين المبادئ او القيم الدينية التي يستخدمون نصوصها بعجلة دون تدبر او غيرها ؟.
فالشريعة الإسلامية التي يمتطون ما يرغبون من صريحها واضحة في هذا الامر، فالحكام كالمحكوم ، والشريف كالوضيع ، والقوي كالضعيف.
الأن لم يعد لديهم منطق أو دفوعات بينة عندما نده المظلوميين وآه معتصماه .. بعدل.. فكما المجرمين وجدتهم يحاولون استخدام ولوي معاني الدين لمقاصدهم وعندما ينقطع حبل كذبهم سيسعون فتنة بين القبائل وكفرا بمواثيق تراثنا واعرافه وثوابتها ولن تجدي بتابتهم الآنية عنهم شيئ امام الناس او في العاقبة.
من منطلق شخصي قد ختمت قولي يوماً ببئس لكم ان لم تقفوا مع العدل والقصاص فيه ؛ لكني أقولها بأعلى صوتي تباُ لكم أن حجبتم دعوة هؤلاء المظلوميين والطالبين للعدل في تظلماتهم او اضحيتم سدنة للمفسدين الذين تبهرهم وتكتم اصواتهم طلعة فرعون وجنده بينهم ، لانهم لا يهمهم كثيراً سوى امر ” اخوتهم في الفساد والجبروت” ونعرتهم القبلية لا دين الله ومبادئه، بل اعرض عن سخفهم في من هو أوكامبو او سيرة حياته الشخصية او من خلفه ؛ لانهم لم يكونوا سباقين في رؤية العدل والقصاص اقيم بالحق و واوفى فيه بين افراد مجتمعهم بل كانوا سباقون في الفتن وإجترار فتوى علماء الدجل و وصم غيرهم ببزيئ القول .

لم يعد للحديث بقية واصلوا حرق بخوركم ولغطكم لم تعد تهمنا “البردعة” او “رفس” تنابلته فاليقف دون المتظلمين امام عدالة منصفة لا كومبارس يختاره المتهم او ليبرطع عائراً الى لاهاي.

حاتم المدني*

هازول: فسادك زكمنا!! .. بقلم: حاتم المدني

هازول: فسادك زكمنا!! .. بقلم: حاتم المدني
الجمعة, 29 تشرين1/أكتوير 2010 06:37

لم يثر التقرير الذي صدر قبل يومين من منظمة الشفافية الدولية لعام 2010 حول ترتيب السودان “المشين” حقا ضمن قائمة الدول التي يستشري بها الفساد كثير من الاهتمام او يحظى بثقله او حتى إمتعاض في صحافتنا المحلية ، كذلك على عكس المعتاد عليه سنويا لم تسارع الجهات الحكومية بالتقليل من شأنه او إتهام جهات خارجية معادية لها بتدبيره ، وقد جاء فيه ترتيب السودان 172 من ضمن 178 دولة وهو بذلك أضحى ثاني أفسد دولة في العالم العربي بعد العراق وثاني افسد دولة في أفريقيا بعد الصومال ، وربما يعود سبب عدم أهتمام وسائل الاعلام المحلية بخطورة التقرير هذا العام هو صدور تقرير مشين أخر سبقه الاسبوع الماضي من قبل ديوان المراجع المالي العام للحكومة بالبرلمان والذي أشار فيه الى ان حجم الفساد والاعتداء على المال العام قد ارتفعت وتيرته ولم تنقص مقارنة بالعام الذي سبقه وهي ليست المرة الاولي التي يؤكد فيها ديوان المراجع العام استشراء الفساد بمرافق الدولة خاذلا التحدي الذي كان قد أطلقه رئيس الحكومة عمر البشير في وقت سابق حين تحدى معارضيه الذين اتهموا حكومته ومسؤلين حكوميين بها بالفساد واستغلال مؤسسات الحكم للثراء وانتشار المحسوبية والرشوة والممارسات المالية الفاسدة قائلا “اي شخص عنده اثبات وادلة ومستندات على فساد اي جهة او فرد فاليقدمها”.. فها هي بينة بين يديه من مؤسسات النظام نفسه في اعوام متتالية.
و الخبر المشين هو الاخر لم يجد حجمه سوى مانشيت يقول (تقرير المراجع العام.. ينتهي العزاء بمراسم الدفن) ..كان عنوان مقالة الزميل الاستاذ فائز السليك من صحيفة أجراس الحرية معلقا على ردود الفعل و تفاعل المسؤولين البائس إتجاه التقرير المشين من ديوان المراجع العام الحكومي وغياب اي خطوات للمؤسسات العدلية اوشروعها في اجراءات نحو المفسدين لكن نفس المؤسسات العدلية ترى اولوية عملها لخدمة المواطن تاتي في اولوياتها بعد محاكمة الزميل فائز السليك هذه الايام و قد كان محقا ما توقعه قارئ له نشر رده بعاموده في الصحيفة حول نفس ما ذهب اليه بخصوص رد الفعل المتوقع من الحكومة اتجاه التقرير والفرق ان ذلك الرد كان عام 2008 واختصر المفيد فيه ذلك القارئ مشبها المراجع العام ب”المؤذن في مالطا” ، اما زميله في نفس الصحيفة الاستاذ دينق قوج في عموده “جرس أخير” ذكر انه في بادئ الامر كان غير متفائل بعد الغموض الذي صاحب احالة المراجع العام السابق الى المعاش وتعيين المراجع الحالي بديلا له لكنه اضاف ان دقة التقرير وشفافيته قد ادهشته!.
وتقول هوغيت لابيل، رئيسة منظمة الشفافية الدولية “مع وجود سبل المعيشة في كثير من بلدان العالم على المحك ، فلابد أن تعمل حكومات تلك الدول على ترجمة اقوالها حول القضايا المتعلقة بالتزامها بمكافحة الفساد والشفافية والمساءلة الى أفعال ويعتبر الحكم الرشيد جزءاٌ من حل المشاكل والتحديات التي تواجهها حكومات العالم اليوم والمتعلقة بالسياسة العالمية”.
وعلى الرغم من ضخامة حجم الفساد المالي الذي اشار اليه تقرير المراجع العام ففي إعتقادي انه قد لايمثل ثلث الحجم الفعلي للفساد المالي بمؤسسات الدولة خاصة وان المراجع العام اشار الى ان مؤسسات كهيئة السدود قد استثنيت بصورة غير مبررة قانونيا من مراجعته وتم ذلك بمرسوم رئاسي اصدره مباشرة رئيس الجمهورية نفسه ولاننسى ان المؤسسات الامنية والجيش هي الاخرى لم يعلن نتائج مراجعاتها المالية بعد او حتى الاعلان عن انه قد تمت مراجعتها من دون نشر حجم الفساد بها وقد سبق ان قام العديد من الاعلاميين بالسودان ومعارضين للنظام بعقد مقارنات عديدة بين حجم ما يصرف كميزانية سنوية لبعض المؤسسات التي لا تخدم من حيث الاولوية المواطن به وبين مايخصص من ميزانية لمؤسسات هو أحوج اليها وذات اهمية قصوى تتعامل مع متطلبات بقائه و حياته ، فمن خلال ما نشر ضمن التقرير السابق للمراجع العام ، و اعتمد هنا على ما اشار به احد المعارضين في تناوله له و كمثالا واحدا فقط هنا ان الحكومة تنفق على مجمع الفقه الاسلامي 1.288.000.000 في العام بينما تصرف على مشروعات المياه2.500.000.000
و تجد بجانب رئيس الجمهورية ونائبيه هنالك ثلاثة مساعدين له و14 مستشارا إضافة الى 15 من رؤساء اللجان هم اعضاء مجلس بالبرلمان المركزي بدرجة وزير و لا ننسى 450 عضو بالاضافة الى 50 اخرين من اعضاء مجلس تشريعي الولايات كل عضو منهم لايقل مرتبه مضافة اليه الحوافز عن اربعة ملايين من الجنيهات بالعملة الجديدة اي ما يعادل تقريبا راتب العضو فيه اكثر من اربعون الف جنيه استرليني في السودان!
مفروغ منه انه لايطالع هؤلاء المسؤليين الاخبار التي تتصدر الصحف اليومية سواء حول مصرع “15″ طفل جوعا بشرق جبل مرة وان سكانها اعربوا لصحفيين هنالك ان الجوع اكبر مهدد لهم اليوم من القتال او ان العطش يؤرق مواطني القضارف وغيرها التي هي اولى كقضايا تصرف فيها اموال نفس المواطن من الصرف على مجمع الفقه الاسلامي او غيرها من المؤسسات التي تبذر فيها اموال المواطن وحر ماله او حتى اتعاب وجودهم الكومبارسي مدعين تمثيله
فحقيقة البشير لم يخسر تحديه فقط هنا فقد خسر الوطن ومواطنه و لأشك انه سيخسر تحديه الاخير المتبقي؟ اذا مالم يصغي جيدا لغير مستشاريه الحاليين ويتخذ خطوات جادة باخضاع نفسه للمحاسبة اولا.
حاتم المدني*

عقول منغلقة بين “بوع” نافع و”ضريسة” منصور خالد و”هضربة” المشير/حاتم المدني*

عقول منغلقة بين “بوع” نافع و”ضريسة” منصور خالد و”هضربة” المشير/حاتم المدني*
Feb 10, 2007, 07:09

عقول منغلقة بين “بوع” نافع و”ضريسة” منصور خالد و”هضربة” المشير

المتابع للتخبط المحير للشأن السوداني في جانبه الخطابي خاصة من قبل تلك الحفنة من الذين جعلوا من أنفسهم ولاة بالتعيين اومستشارين اوبرلمانيين وسفراء وسياسيين من قبل طرفي نيفاشا والانقاذ في عهد المشير الثاني بقدرة قادر دون ان يختارهم فرد من قاطنيه دعك من ان تختارهم حلة او قرية او مديرية به سيصاب بالغيثان حتما .

فتمعن معي فقط في الفترة الوجيزة المنصرمة بعض من الغوغاء هذه بتفحص وإستقصاء تغنيك عن تناول امور مصيرية بجدية لانها ببساطة هرج اسمه السياسة السودانية المقيتة.

فمساعد رئيس الجمهورية د.نافع علي نافع لايحتاج منا درس عصر حول اين يقع “كوعه” مادام ظل يدعى انه يعرف “بوعه”

فبعد إهانة وصفعة “اديس ابابا” التي لم تشهد لها الدبلوماسية السودانية مثيل طوال تاريخها العريق انطلق في جولات للمناطق المهمشة مع مجموعات الزعيق والهتافات في محاولة لاشغال الرآي العام الداخلى يحاضر ويحذر جوعى ومشردي وارامل كبكابية ويدعو رب المحسنيين ان”العين المليانة بالخواجات ان شاء الله تنقد واليد المليانه بالخواجات ان شاء الله تنقطع” ونسي الدكتور ان ثمانيين بالمئة من الغذاء والدواء الذى تم توفيره في لحظات حرجة و انقذ اهلها من الهلاك المحتم وقتها أتى به هؤلاء الخواجات في الفترة التى كان فيها هو وشرذمته يتداولون فلسفيا بدرجة دكتوراة ترتيبات غزوة نيويورك ولم يكن لديهم وقت حتى يسمعوا آنيين الجوعى في حوشهم.فسبحانك ربي كيف يحدث نافع الجوعى عن ” العين المليانة” واين لهم حتى عن حلم ببطن مليانة.

ولم “يخرم” نافع او يتوقف في طريق عودته بعد تصريحاته النارية في المنشية ليحدث مترفيها عن الجوعى حول كبكابية وكيف طمأنهم بعضمة لسانه نيابة عنهم في قوله ” ما انجزته الانقاذ لم تنجزه حكومة قبلها” واين للمنشية ماقدمته الانقاذ من خير ووفرة بكبكابية؟؟ بل إنطلق شرقا الى عطشى سواكن ” ليذيد الطين بلة ان كان بجدباءها ميه “وختم خطبته بها بجملة لن ننساها له أبد الدهر ” ان ثور الانقاذ هى امتداد

لثورة عثمان دقنة”؟؟

بالفعل فقد كانت تضحكنا “بت قضيم” عندما تمسح دقنها رحم اله الفاضل .. وكأني أقرأ في خواطر مرافقيه وهم يسرون لأنفسهم “على هامان يافرعون…خوفا ان تكون رحلتنا القادمة لاهاى”.

أما المشير الثاني فالأخير يعاني من أزمة مستشارين وتتفتح قريحة التنابلة التى احاط نفسه بهم ببهلوانيات مثيرة ومستفزة وهى كثيرة لاتحصر لكن ان اشطحها هو قيامه باصطحاب الرئيس الصيني هو جنتاو في الخرطوم الى المكان الذي قتل فيه ثوار المهدية غردون باشا في القصر الجمهوري” ويصرح لصحيفة خليجية متباهيا “نريد أن نوجه رسالة إلى بريطانيا التي تعتقد أنها لا تزال دولة عظمى تستطيع أن تهدد وتتوعد بأن تهديداتهم وكلامهم لا يؤثر فينا لأننا أبناء ثوار المهدية”؟؟

بالفعل ان من مبكي الامور مايضحك فالرئيس الصينى لايدري ان القصر المستضاف فيه بناه مال جباية الاتراك نيابة عن البريطانيين لهذا الاحمق وان محمد احمد المهدي رفض ان يتخذ منه دارا له بل جعل منه مقاما لبضع من حريمه وفضل العيش والحكم من دار بين البسطاء الذين حررهم حتى وافته المنية, وتجربة دكتاتوري السودان المسماة بلعبة التحالف السياسي مع اقرب عدو للديمقراطية لحماية رأس الرئيس التى لعبها نميري اولا مع الاتحاد السوفيتى من اجل حفنة مشاريع تنمية رباعية وخماسية وسداسية انتهت به راجعا يجرجر ازياله في احضان بوش الاب يستجدى قوت اليوم لشعبه الذي سرق عيشه ولى وانتهى.

اليوم نعم هو عهد التحالفات الاقتصادية لكنه حل طبيعي في عالم يقوده اقتصاد حر مفتوح يجبر دوله للتنافس التجاري لا السياسي ولكنه عالم في نفس الوقت يرغم رجل الشارع البسيط فيه المالك لحريته شركاته ان لاتستثمر في دول يحكمها الفساد والبطش وشوارع العالم لاتتبع توني بلير او بوش او يضطر مواطنها لاداء البيعة وغيرها من الخزعبلات المايوية.

وتنابلة القصر لايكلون فقد بحثوا وفكروا مليا وتمخضت قريحتهم مرة اخرى عن طريقة جديدة للترفيه عن سلطانهم المرتعب هذه المرة تفتقت قريحتهم عن فكرة تحالف الخرطوم مع “نواق الشط” وارسلوا المشير الطائر الى صحراء موريتانيا واعتقدوا ان الشعب لا يعلم ان الزيارة لاعلاقة لها لا بالشط ولا بنياقها؟؟..

ولنترك هضربة المشير الثانى ونكتفي ختاما بقول مساعده نافع رئيس الهمباته الجديد “اننا نأخذها غصب ورجالة ولن نسلم الدقن لاي زول”…

بعيدا عن همباتة الانقاض و حمية الجاهلية والرجالة فهنالك دكتور آخر خطف الاضواء الاسابيع الماضية دبلوماسى سابق ومستشار بالتعيين كذلك اسمه منصور خالد نسى او يتناسى على وزن عفى الله عما سلف كل ماحدثنا واتحفنا به في ادبياته في عهد المشير الاول عن قصة عصابة القصر المثيرة اكثر من “الشياطين ال13″ وارسين لوبين لجيلنا وانبرى هذه المرة في تفصيل ممل في صحيفة الرأي العام يحدثنا مرة عن ما بالفعل نجهله ومرة عن العمل الصحفى واخلاقيات المهنة التى ربما تضمنتها كذلك احد البنود السرية لكتاب النبي الدجال”نيفاشا” وبما ان المؤلف القصصي المستشار يتحسس من الصحافيين فلن اخوض ذما او مدحا حول حلقاته الطويلة ولكننى اود تصويبه حول من اشار اليهم بكلمة “الحسكنيت” فهو يخلط بين الحسكنيت الذي تلتصق اشواكه بصورة مزعجة بثيابك ان مررت بجانب نبته والضريسة المؤلمة طعن اشواكها في بطن اقدام الحفاة ومن يوطأها؟؟اما المقال ببساطة فقد “ضرسنى” وهذه لاعلاقة لها بالضريسة.

واعتقد انه من واجب المستشار ان ينصح بالحكمة والموعظة الحسنة اولا رئيسه سيلفا كير ابن مراعى طفولتى قوقريال ان تحذيره للشماليين في قوله “ان لا يلعبوا بالنار ويفكروا في طرد الجنوبيين من الشمال” فافتراحى لك هنا كحل جذاب فقط ايها المستشار ان تهمس في اذنه وتذكره بالفونج والمسبعات ووو…ولاتنسى ان تذكره “ان الجنوبيين ابتدروا ذلك وطردوا الشماليين من الجنوب ان لم يكن بعلمه” في دهاء رائع للتعبير عن الوحدة الجذابة.

وللتوثيق فقط اليس سلفا كير القائل “فالياخذ المؤتمر الوطني ما يشاء حتى تنقضى السنوات الانتقالية ويذهب كل منا لحاله”؟؟ وكأن المؤتمر الوطنى هو الشمال سبحان مغير الاحوال.

طبعا لن نتحدث في المحرمات المتناقضات كالفساد الجنوبي لان هنالك مايوازي ما اودع في بنوك نيروبي مئات المرات في مقابل ما اودع في بنوك ماليزيا؟؟

وهنالك من الحركات التبشيرية المتعصبة والمرفوضة افكارها حتى في المجتمعات الغربية التى قدمت منها تمسك بزمام الثيران وبيوضها في جنوب السودان بل وتدخل وتخرج عبر اجوائه وحدود الوطن المفتوحة للسائب والمغامر والمرتزق من الغرب يو تيوب بافلامها اكثر عددا و تعصبا عن ملثمى مسرحية زوار جريدة الوطن وحملة الجوازات السودانية من الافغان و شرق اسيا بشمال السودان فلاتحدثنا عن ما يبشرنا به وحى نبي نيفاشا حول مستقبل الصراع وهويته اذا كنتم بالفعل تؤمنون بدولة المساواة والعدل و القانون والسودان الحر الديمقراطى

فشركة بترول لايتعدى ثمن سهمها سنت واحد مسجلة على ورق غير قانونى اعلنت انفصال الجنوب نيابة عن شعبه وانتهى الامر.

حاتم المدني*

×
Product added to cart

لا توجد منتجات في سلة المشتريات.