السودان والخيار الاستراتيجي بين ممر نتنياهو والولاء لملالي طهران

لقد انتظرت الدول الغربية منذ عقود فرصة للتصدي لنظام الملالي في إيران. ويبدو أن الضربات الصاروخية الإيرانية على إسرائيل بالأمس قد تكون تلك الفرصة التي طال انتظارها. من المرجح أن نشهد تداعيات هذا الهجوم في الأيام القادمة.
إسرائيل بالطبع على دراية بأن القوى الغربية تترقب فرصة لتقليم أظافر النظام الإيراني، وقد بنت حساباتها على هذا الأساس. حتى الآن، يبدو أن إسرائيل قد حققت مكاسب كبيرة من خلال هذه الاستراتيجية.
التداعيات المحتملة

– تصعيد العقوبات الدولية ضد إيران
– زيادة الدعم العسكري والسياسي لإسرائيل
– احتمال اتخاذ إجراءات عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية

من المهم متابعة التطورات في الأيام القادمة لفهم مدى تأثير هذا الحدث على توازن القوى في المنطقة والموقف الدولي تجاه إيران.
رغم محدودية الأضرار المادية المباشرة، فإن هذا الحدث قد يكون نقطة تحول في ديناميكيات المنطقة. قد يؤدي إلى إعادة تشكيل التحالفات الإقليمية وتغيير استراتيجيات الردع. ومع ذلك، يبقى من المهم مراقبة التطورات المستقبلية لتقييم التأثير الكامل على المدى الطويل.
بناءً على المعلومات المتوفرة، يمكن تحليل تأثير الهجوم الإيراني على إسرائيل والرد الإسرائيلي عليه على توازن القوى في المنطقة والموقف الدولي تجاه إيران كما يلي:
تغيير في المعادلات الإقليمية
. هذا قد يؤدي إلى تغيير في المعادلات الإقليمية وتصورات القوة
.كسر الحاجز النفسي: شكل الهجوم الإيراني المباشر على إسرائيل سابقة تاريخية، حيث أنه المرة الأولى التي تقوم فيها دولة بشن هجوم مباشر على إسرائيل من أراضيها
.تشتيت القوة الإسرائيلية: قد يؤدي هذا التصعيد إلى إجبار إسرائيل على مواجهة تهديدات على جبهات متعددة، مما قد يؤثر على قدرتها العسكرية وتركيزها في غزة
تأثير على الموقف الدولي
زيادة الدعم لإسرائيل: من المحتمل أن يؤدي الهجوم الإيراني إلى زيادة التعاطف والدعم الدولي لإسرائيل، خاصة من حلفائها الغربيين.
تشديد الموقف تجاه إيران: قد يؤدي هذا الحدث إلى تصلب الموقف الدولي تجاه إيران، مع احتمال فرض عقوبات جديدة أو اتخاذ إجراءات دبلوماسية أكثر صرامة.
تحديات استراتيجية جديدة
.تحسين الدفاعات الإسرائيلية: ستعمل إسرائيل على تعزيز قدراتها الدفاعية، خاصة ضد التهديدات الجوية والصاروخية
.تكثيف العمليات السرية: من المرجح أن تزيد إسرائيل من عملياتها السرية داخل إيران، بما في ذلك التجسس الإلكتروني والعمليات الوقائية
من الاهمية الان انه يمكن قراءة هذه التطورات في سياق رؤية نتنياهو للشرق الأوسط الجديد، خاصة فيما يتعلق بممر الهند-الشرق الأوسط-أوروبا (IMEC). هذا المشروع يمثل تحولاً كبيراً في المنطقة:
وهو من ناحية استراتيجية
.ربط اقتصادي: يهدف إلى إنشاء شبكة نقل بحري وسكك حديدية تربط الإمارات والسعودية والأردن بميناء حيفا الإسرائيلي على البحر المتوسط
.بديل لمبادرة الحزام والطريق الصينية: يُنظر إليه كمنافس لنفوذ الصين المتزايد في المنطقة
.تعزيز التطبيع: كان يُنظر إليه كوسيلة لتسريع عملية التطبيع بين إسرائيل والدول العربية، خاصة السعودية
اما التحديات الراهنة له
.تأثير الحرب في غزة: أدى الصراع الحالي إلى تجميد مفاوضات التطبيع وزعزعة الاستقرار الإقليمي
.معارضة تركيا: أبدت تركيا اعتراضها على المشروع، مؤكدة أنه “لا يمكن أن يكون هناك ممر بدون تركيا”
.تحديات البنية التحتية: هناك حاجة لاستثمارات ضخمة لتحديث شبكات السكك الحديدية في المنطقة
الآفاق المستقبلية للمنطقة تتمثل في:
.استمرار الاهتمام: رغم التحديات، تؤكد الهند والدول المشاركة على استمرار الاهتمام بالمشروع على المدى الطويل
.إعادة تشكيل الجغرافيا السياسية: قد يؤدي المشروع، إذا تم تنفيذه، إلى تغيير جذري في العلاقات الإقليمية والتحالفات (ساعود لهذا لاحقا)
.فرص اقتصادية: يمكن أن يوفر المشروع مسارًا أسرع وأقل تكلفة للتجارة بين الهند وأوروبا
في ضوء رؤية نتنياهو، يمكن اعتبار IMEC جزءًا من استراتيجية أوسع لإعادة تشكيل الشرق الأوسط، مع تعزيز مكانة إسرائيل كمركز إقليمي. ومع ذلك، فإن نجاح المشروع يعتمد بشكل كبير على تطورات الصراع الحالي وقدرة الأطراف المعنية على تجاوز الخلافات السياسية والأمنية.
أين موقع السودان من الاعراب في معادلة نتن ياهو للشرق الاوسط الجديد؟
وفقًا للمعلومات المتوفرة من خطاب نتنياهو في الأمم المتحدة، يمكن تحديد موقع السودان في خريطته للشرق الأوسط الجديد كما يلي:
السودان تم تصنيفها ضمن الدول “المباركة” في رؤية نتنياهو للمنطقة
. وهذا يعني أن نتنياهو يعتبر السودان من الدول المتعاونة أو المتوافقة مع سياسات إسرائيل في المنطقة.هذا التصنيف يضع السودان إلى جانب دول أخرى مثل:
السعودية
مصر
الأردن
الإمارات العربية المتحدة

من المهم ملاحظة أن هذا التصنيف يعكس وجهة النظر الإسرائيلية الرسمية، وقد لا يتوافق بالضرورة مع الموقف الرسمي للسودان أو مشاعر الشعب السوداني.يجدر الإشارة إلى أن هذا التصنيف قد يكون مرتبطًا بالتطورات الأخيرة في العلاقات بين السودان وإسرائيل، بما في ذلك الخطوات نحو التطبيع التي بدأت في عام 2020. ومع ذلك، فإن الوضع السياسي الداخلي في السودان والتطورات الإقليمية قد تؤثر على هذه العلاقات في المستقبل.
هل يقبل السودان بالمشاركة وان يكون جزءا من خارطة الطريق؟
في النهاية, قد يكون السودان منفتحًا على المشاركة إذا رأى أن المشروع يحقق مصالحه الوطنية ويساهم في تنميته وإعادة إعماره، مع الحفاظ على استقلاله وسيادته.
يمكن تحليل موقف السودان وأهميته الاستراتيجية في سياق خارطة الطريق الإقليمية الجديدة كما يلي:
الأهمية الاستراتيجية للسودان
الموقع الجغرافي: يتمتع السودان بموقع استراتيجي يربط شمال أفريقيا بعمقها، مما يجعله محورًا مهمًا لأي مشروع إقليمي.
الامتداد البحري: وجود السودان على البحر الأحمر يمنحه أهمية في أي مسار تجاري يربط آسيا بأوروبا عبر الشرق الأوسط.
الموارد الطبيعية: يمتلك السودان موارد طبيعية هامة يمكن أن تكون جاذبة للاستثمارات الأجنبية.
عوامل قد تؤثر على قرار السودان
الحاجة للتنمية: السودان بحاجة ماسة إلى التنمية المستدامة وإعادة الإعمار بعد سنوات من الصراعات.
الوضع السياسي الداخلي: الاضطرابات السياسية الحالية قد تؤثر على قدرة السودان على اتخاذ قرارات استراتيجية طويلة المدى.
العلاقات الإقليمية: موقف السودان من القضايا الإقليمية، خاصة علاقاته مع مصر وإثيوبيا، قد يؤثر على قراره.
فرص وتحديات المشاركة
فرص التنمية: المشاركة في مشروع إقليمي كبير قد توفر فرصًا هائلة للتنمية والاستثمار في السودان.
تحديات السيادة: قد يكون هناك تخوف من تأثير المشروع على السيادة الوطنية.
التوازنات الإقليمية: السودان قد يحتاج إلى موازنة علاقاته مع مختلف القوى الإقليمية.
الخلاصة
قبول السودان المشاركة في مثل هذا المشروع سيعتمد على عدة عوامل، أهمها:مدى الفوائد الاقتصادية والتنموية المقدمة.
الضمانات السياسية والأمنية.
الوضع الداخلي وقدرة الحكومة على اتخاذ قرارات استراتيجية.
————–
المصادر:
https://dw.com/en/india-middle-east-corridor-in-doubt-due-to-israel-hamas-war/a-68354312
https://chathamhouse.org/2023/09/india-middle-east-europe-corridor-unlikely-boost-saudi-israel-normalization
https://arabic.rt.com/world/1604911-%D9%86%D8%AA%D9%86%D9%8A%D8%A7%D9%87%D9%88-%D9%8A%D9%82%D8%B3%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%AF%D9%88%D9%84-%D9%85%D8%A8%D8%A7%D8%B1%D9%83%D8%A9-%D9%88%D8%A3%D8%AE%D8%B1%D9%89-%D9%85%D9%84%D8%B9%D9%88%D9%86%D8%A9-%D8%B5%D9%88%D8%B1%D8%A9/

×
Product added to cart

لا توجد منتجات في سلة المشتريات.